تعيش قيادة البوليساريو هذه الأيام أسوأ أيامها بعد الهزيمة التي تعرضت لها في أروقة الأمم المتحدة، بعدما فشل مسعاها في فرض آلية لمراقبة حقوق الانسان في الصحراء، في حين الجزائر لم تجد ما تسوق به عناوينها السابقة التي رافقت التعليق على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي تضمن دعوة لإقامة آلية لمراقبة حقوق الإنسان بكل من الصحراء المغربية ومخيمات لحمادة. فالخبر الذي جمد حماسة خصوم المغرب وأغضب عبد العزيز المراكشي وحلفاءه في قصر المرادية، هو مسودة القرار الأمريكي الذي أعدم "آلية" مراقبة حقوق الإنسان ، والذي جاء مباشرة بعد تحرك المغرب القوي ضد فقرات تقرير بان كي مون المذكور سواء من خلال المكالمة الهاتفية لجلالة الملك مع الأمين العام، أو بعد الرسالة التي حملها عمر هلال في أول مهمة له خلفا للوليشكي.وكان أحمد بخاري، ممثل جبهة بوليساريو قال إن المسودة التي وزعت على ما مجموعة أصدقاء الصحراء والتي تضم فرنسا وروسيا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، مخيبة للآمال.خيبة الأمل لدى جبهة بوليساريو كانت قوية بعدما تحرك اللوبي الذي ترعاه الجزائر لاستغلال تقرير الأمين العام، بهدف الضغط على الدول الأعضاء في مجلس الأمن لاستغلال هذا التقرير إلى أبعد مدى، سواء من خلال توظيف جهاز الاتحاد الإفريقي الذي تهيمن عليه الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجريا، أو عبر لوبيات الضغط في أوروبا والولايات المتحدة.
وفي مقابل التحرك المغربي القوي، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو عبر الرسالات القوية التي حملتها الزيارة الملكية لمدينة الداخلة والاستقبال الجماهيري الكبير، أو عبر المكاسب التي حققها المغرب على صعيد حقوق الإنسان، والتي اعترفت بها بعثات أممية متعددة، تكون الجزائر والبوليساريو مرة أخرى أمام فشل آلتها التي عبر عنها ممثل البوليساريو أحمد بخاري استباقا لنتائج اجتماع المجلس في الأيام المقبلة. وفق ما أوردته الأحداث المغربية.