"مذكرات" الأمير مولاي هشام المشكوك في صحتها والتي خرجت إلى الوجود مؤخرا عن الناشر"كراسيي" لا ترقى إلى مذكرات، لكونها لا تحمل في كنهها شيئا و لأن الهدف منها ليس إلا خداع الرأي العام و الاحتيال عليه في إطار نوايا غير معلنة لأمير "غاضب" وبطموح غير مشروع ،أصبح اليوم منكسرا بقوة الحقيقة . هكذا كتبت صحيفة " أغورا فوكس" الفرنسية في مطلع مقال لها عن المذكرات الاخيرة للأمير مولاي هشام ،و هو المقال الذي عنونته بـ"مولاي هشام : الرثاء الحزين لأمير بطموحات غير شرعية ومنكسرة". يقول المقال ما معناه أن المطبوع من ثلاثمائة و ثلاثة و ستين صفحة،وهو نموذج في الابتهال، فيه الكثير من الإيذاء و الطعن و بمثابة خط لايتبع كاتبه أو كتابه، إن صح التعبير،إلا بالكاد حيث يتغيرسرد النص و حبكه من باب لآخرو حيث تنكشف المجموعة التي كتبته. ما الذي تكشف لنا عنه هذه الوثيقة ذات الجنس السياسي الأدبي القصصي المغلفة بحكايات موجهة إلى الكبار ..لاشيء من الأهمية تحمله لنا من الحقائق التي نعرفها و أصبحت عادية ، اللهم إن الأمير مولاي هشام العلوي ،كما يحلو له أن يسمي نفسه ، تطرق إلى كل كبيرة و صغيرة لحياته الخاصة و كشف عما تنم عنه شخصيته اتجاه . مغامراته في الفسق "المالي " عن طريق الابتزاز غاضا الطرف عن الاهم الذي هو الحقيقة و الواقع.. في نهاية مطبوعه بخاتمته ، تقول " أغورا"، تكون خلاصة حتمية قد طرحت نفسها على الجميع و هي أن الأمير الذي نبذ نفسه من موقعه بنفسه و من بلده أراد أن يعيد كتابة انحداره إلى الجحيم انحدارا كان هو السبب فيه بإرادة منه وإيعاز .هكذا وبدوره "الهامشي" في قانون التراتبية كابن أخ من بين أبناء إخوان و أخوات الراحل الحسن الثاني حاول أن يعطي لنفسه عبر هذه المذكرات المقتضبة دورا أساسيا في انتقال الملكية التي أكدت اعتلاء الملك محمد السادس العرش. إنه المحكي الخيالي لأمير ليس على هدى أو قل لأميرسيئ، العبارة التي تتملكه في منشوره الذي أفرغ فيه حاسته الأولى أو شعوره الأول.لأن سوء هذا الأمير لا يأتي من فراغ، و هو المتغطرس ذو الروح الاتقامية و الأناني و المهووس بالتآمر، الذي أراد أن يثبت عكس ما هي عليه شخصيته بالتستر وراء منشوره الذي تم تحريره من مجموعة كتاب أبدعوا في إخراج وثيقة من ألف ورقة و بجمل قصيرة قاتلة فتاكة مكتوبة بمداد أشبه بمرارة العلقم ضد أسرته و عائلته و أفرادهما دون استثناء بما فيهم ملك البلاد ومعه مؤسسات الدولة. لقد حمل في مخطوطه شعار علي و على أعدائي بالكيل و التنكيل للنسب الذي انحدر منه عن طريق النيل تارة من عمه الملك الراحل الحسن الثاني ، وتارة من شقيقته التي نكل بها ووصفها بأبشع النعوت لكونها رفضت التآمر معه ضد شقيقه الخلوق اللطيف ، كما كال لوالدته أبشع الشتائم و النعوت و مسها في محتدها في حين أن والده حتى ،الأمير مولاي عبد الله لم يسلم من أذاه في مخطوطه الذي أراد أن يكشف عن سموه فسقط في الغي. هكذا يكون الأمير أفلح في إضرام النار في الدار التي أعزته و حملته و حضنته إلى أن اشتد عوده هكذا سماها هو" دار المخزن" التي أراد أن يفككها، و هكذا كانت كتابته مجرد بدعة انطلت عليه أكثر من أن تنطلي على غيره ،محاولة حاول أن يقايض بها في الوقت غير المناسب بعد أن ذهبت كل أنواع مساوماته أدراج الرياح ،حاملا شعار ضرورة تحقيق " مملكة للجميع" بعد أن أراد الركوب على شباب 20 فبراير و بعض الإسلاميين و بعض ما تبقى من اليساريين .. من سوء تقدير الأمير الذي هو من سوء شخصه أنه خاض في مخطوطه من حيث لا يلزم ، وأكد أنه نبتة من نوع منقطعة الوجود . لقد تطرق إلى نتائجه الدراسية التي كانت مخيبة في الفصل الدراسي، ورد تخلفه في الفصل بالمدرسة المولوية إلى أساتذته و معلميه معلنا أنهم كانوا يعملون على إقصائه بالحصول على نقاط لم يكن لها من اعتبار، مؤكدا ألا ذنب له في ذلك إذ ليس بسب لا مبالاته أو" عدم أهليته"و فكره كانت نتائجه على ذلك الشكل، وإنما للوضعية الخاصة و الظروف التي أكد أنه ليس المسؤول عنها ،أكثر من أن المسؤولية فيها تعود إلى ما أسماه" دار الملك ".. لقد جاء الكتاب غاية في الكوميديا كما في الخداع و المكر اللذين أراد الأمير أن يصبهما و يوثر بهما على الرأي العام ، لكن مجانبة كاتب أو كتاب هذه المذكرات للحقائق التي يتشبع بها جميع من يعرف الامير مولاي هشام ، تجعلهم يقتنعون أن هذا الإبداع السياسي الأدبي لم يجد من يصدق ما تناوله لأن مطامح صاحبه تبخرت بعد أن تبخرت استراتيجيته الجديدة في المساومة و الابتزاز.