بوحدو التودغي
إذا كان لأمريكا هوليوودها وللهند بوليوودها، فمن حق "الأشقاء" في الجارة الشرقية أن يفخروا باستوديوهات "دجزايروود"، أكبر مركز لصناعة أفلام الخدع التي يمثل دور البطولة فيها الرئيس المنتهية ولايته وصحته الذي يريد عهدة رابعة، بعد أن قضى على رقاب الجزائريين 15 سنة..
"دجزايروود" أو مركز صناعة أفلام الخدعة في الجزائر، الذي ليس إلا استوديوهات التلفزيون الرسمي، قام بإخراج مجموعة من الأشرطة حول استقبالات الرئيس بوتفليقة لمجموعة من الشخصيات الدولية مستعينا في ذلك بتقنيات المونطاج والخدع السينمائية التي تضاهي ما يقوم به عتاة السينمائيين في بوليوود وهوليوود..
آخر إنتاج لهؤلاء كان شريط "بوتفليقة في استقبال جون كيري"، الذي يظهر فيه الرئيس المريض واقفا بقدرة أصحاب الأستوديو، الذين استعانوا بكرسي ذي أريكة عالية ليستند عليها بوتفليقة لكي لا يسقط أمام الضيف الأمريكي وتنكشف لعبة المخرجين الذين يريدون تقديمه للشعب على أنه قادر لرئاسة الجزائر لعهدة رابعة، رغم رفض الشعب لهذه المهزلة التي أصبحت لا تطاق..
مخرجو شريط "بوتفليقة في استقبال جون كيري" اختاروا بعناية بعض اللقطات المصورة من لقاء الرئيس المريض ورئيس الدبلوماسية الأمريكية، وقاموا بعملية توضيب وتركيب لها حتى لا ينتبه الرأي العام الجزائري والدولي إلى مظاهر الهوان الذي أصاب رئيسهم المستقبلي، إلا أن طريقة المونطاج وكذا مقتطفات الكلام الذي نطق به بوتفليقة في ذات اللقاء خانت المخرجين وأضحوا أضحوكة أمام العالم..
ويظهر هذا العبث من خلال ظهور بوتفليقة واقفا مسنودا على أريكة الكرسي ومباشرة بعد ذلك يظهر في وضعية جلوس قبل أن تظهر إلى جانبه المترجمة، دون أن تظهر صور الرئيس الفاصلة بين هذه الوضعيات المختارة بكل دقة وعناية..
كما أن كلام بوتفليقة وحواره السوريالي مع جون كيري كشف خدع المخرجين وكذب الواقفين وراء ترشحه، إذ أن الرئيس بدا كطفل صغير سواء من خلال طريقة الكلام أو من خلال مضامين تصريحاته المليئة بالعتاب والتشكي للمسؤول الأمريكي، بل ذهب به الآمر حدّ تبشير كيري بجائزة نوبل راجيا إياه زيارة الجزائر لمدة اسبوع، وهو ما رد عليه رئيس الدبلوماسية الأمريكية من خلال وعده بالقيام بزيارة أخرى إلى الجزائر، لكن ليس لمدة أسبوع، وهي الزيارة التي قال عنها كيري إنها ستكون مخصصة للذهاب إلى "تاسيلي"، وهي كهوف بجبال تاسيلي في الجنوب الشرقي قرب الحدود الليبية والجزائرية وبالضبط في قلب منطقة "جبارين" حيث الصحراء قاحلة والمناخ شديد الحرارة..
جواب كيري ووعده بزيارة تاسيلي يوضح أن المسؤول الأمريكي أدرك حقيقة مرض بوتفليقة الذي بدأ "يدخل ويخرج في الهضرة"، وهو ما جعل جون كيري يمزح معه ويعده بالقيام بزيارة إلى الجزائر سيذهب خلالها حتى تخوم الصحراء الجزائرية بجبال تاسيلي..
الخدعة كشفها التلفزيون الفرنسي تيفي فرانس2 في برنامجه الساخر "لوبوتي جورنال" ولم يدخر مقدمو البرنامج جهدا في تعرية الكذب والتزوير الذي تقوم به القناة الرسمية الجزائرية، وبدا في التسجيل الحقيقي للقاء بوتفليقة من جون كيري مدى "الإحترافية" والخيال الذي يتمتع بهما كبار الأطر الساهرة على القناة الرسمية الجزائرية لتقدم للعموم كذبة كبيرة إسمها " الرئيس بوتفليقة".