صرح "عمر هلال" سفير المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف، أمس الثلاثاء بالرباط أن: "مأساة تندوف هي مأساة القرن، وإن جيلا بأكمله ضاع في هذه المأساة، هذا يؤلمنا جدا كون إخواننا محتجزين هناك لم تعط لهم الفرصة للعودة إلى أرض الوطن". وشدد على أن مسؤولية البلد المضيف هي مسؤولية معترف بها دوليا في اتفاقية عام 1951، حيث على الدولة المضيفة تقديم حماية كافية للاجئين في أراضيها وفقا لما هو وارد في تلك الاتفاقية، كما أكد على أن تجييش المعتقلين هو خرق دولي، إذ يجب حمايتهم والعمل على تسوية وضعيتهم وكذلك إحصائهم، فلا يعقل أنه منذ 30 سنة مضت والعدد المعلن عنه هو 165 ألفا من المغاربة المتواجدين بتندوف، دون اعتبار لا لنسب الوفيات و لا الولادات بالإضافة إلى المغادرين من هناك. وأشار السفير أن المغرب هو من ينظم زيارات للمندوبين الأمميين ويدعو لها، و صرح بأنهم في إطار تجهيز لزيارة المندوب لحقوق الإنسان خلال الشهر المقبل، كما أنه قدمت دعوات لمقررين خاصين لزيارة المغرب، كالمقرر الخاص المعني باستقلال القضاة والمحامين، والمقرر الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد. وفي جواب له عن أحد الأسئلة المتعلقة بتقرير مجلس الأمن حول القضية الترابية، الذي سيصدر في أواخر هذا الشهر، قال نحن دائما متفائلون و نأمل خيرا مما سوف يصدر، إننا على العموم ملتزمون بالحل السياسي والتفاوض مع الكل بحسن النية وبالتزام، لكي نجد حلا نهائيا لهذه المأساة. وأكد السفير أن اللوبيات هي مجرد آلة في أيدي هؤلاء الذين ليست لهم قضية، فاللوبي يشترى بالمال، ورغم ذلك في القمة الإفريقية الأوربية الأخيرة رفضوا التعامل مع "البوليساريو". كما نبه "هلال"، تشبث الوفد المغربي بواجب حسن الجوار وبالأيادي المفتوحة والمحبة والاحترام والأخوة التي نكنها للشعب الجزائري، وفي نفس الوقت لن يقبل أي تطاول على شبر واحد من بلدنا، فالمغرب لم ولن يكون السباق في التهجم والشتم على أي أحد، ولكن سيكون صارما في الرد على أي تهجم، حيث إن الوفد المغربي ممثل من مختلف المجالات ( وزراء، وبرلمانين، وأساتذة جامعيين، وغيرهم)، وإن كان عدد وفد أعداء الوحدة الترابية هذه السنة ازداد إلا أن القوة ليست في العدد، و لكن في الطرح والجهود المبذولة للالتزام بالمواثيق الدولية وخاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان. تأسف السفير لحال بعض المنظمات الدولية غير الحكومية التي لا تولي الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان في تندوف، لكنها لا تبذل جهدا عندما تتطرق إلى هذه القضايا داخل المغرب. وذكر بالحالة الأمنية داخل مخيمات تندوف، التي تعتبر مصدر قلق ليس للمغرب فقط بل حتى للدول المجاورة، حيث بدأت تثير الانتباه مؤخرا بشكل واضح، و قال إن هناك فراغا أمنيا تستغله القاعدة وشبكات التهريب، فتندوف صارت فضاءً يستغل من الجميع.
لمياء الزهيري