أكد أستاذ القانون والخبير الدولي في قضية الصحراء عبد الحميد الوالي، أن الجزائر تتحرك خلف الكواليس من أجل تقويض مقترح الحكم الذاتي موظفة ملفي حقوق الإنسان واستغلال الموارد الطبيعية بهدف تحريف مسلسل تسوية نزاع الصحراء عن المسار الذي أثمر هذا المقترح.
وأوضح الوالي، الذي استضافه ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء حول موضوع "حقوق الإنسان وقضية الصحراء"، الخميس أن هذا المقترح المغربي حقق زخما كبيرا على المستوى الدولي لكونه سمح ببحث حل ممكن، واصفا إياه ب"الشجاع" لكونه سيؤدي إلى شكل جديد من الحكم يتطلب توافقا بين الجهات والدولة.
وأضاف أنه يتعين العمل على ألا يتمحور النقاش بخصوص قضية الصحراء على قضية حقوق الإنسان، إذ ينبغي لكافة المتدخلين الأخذ بزمام المبادرة وإبراز الجهود التنموية الكبيرة التي تم بذلها في الصحراء والعمل على توجيه النقاش نحو مبادرة الحكم الذاتي والجهوية الموسعة.
وفي هذا السياق، دعا الوالي إلى التحرك الفعال على المستوى الدبلوماسي من أجل التصدي للجزائر التي تعبئ كل إمكانياتها من أجل النيل من الوحدة الترابية للمغرب، مشيرا إلى أنها توظف للدفاع عن أطروحتها جميع الوسائل بما في ذلك الخبراء الدوليون والمنظمات غير الحكومية.
وشدد في هذا السياق على ضرورة تسليط الضوء على ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر منذ 40 سنة، مشيرا إلى أن الطريقة التي أحدثت بها هذه المخيمات في خرق تام للقانون الدولي، حيث تم ترحيل الصحراوين قسرا إلى مخيمات عسكرية وتم إحداث دولة داخل دولة (الجزائر) ، من الممكن عرضها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وبعدما أشار إلى أن الكثير من الأطراف تتغاضى عن الوضع في هذه المخيمات، أضاف الأستاذ الوالي أن هيئات أممية كالمفوضية السامية للاجئين والمنظمات الحقوقية الدولية ك"أمنستي أنترناسيونال" و"هيومان راتس ووتش" ممنوعة من الدخول إلى هذه المخيمات، مؤكدا أن الدبلوماسية المغربية مطالبة بالعمل على "فضح هذا الوضع" بالنظر إلى صلته الوثيقة بملف حقوق الإنسان.
و م ع