وقالت الشاعرة الصحراوية خديجة أبي بكر ماء العينين:
ابزو الجمال بأرضها الفتانة لا غرو إن غنى الهوى ألحانه
مازارها العشاق إلا أبدعـوا فالشعر أرخى للمعشوق عنانه
ويقول الشاعر المصطفى فرحات في مقاطع من قصيدة حكاية خرافة /يا أهل ابزو والتي يقارن فيها المدينة بين اليوم والأمس والمستقبل:
الأمس:
قالوا عنها: أهذي جنان الخلد أم هذي بزو
منى كل نفس لو يدوم لها الفوز.
وأقول:
بزو وجنتا طََفلة تزهر في قامتها
ألوان العطور
وعلى حافتي مقلتيها
خضرة من رموش
ومن طلعتها
ضفائر من زيتون
تعانق نطفا جارية
تلقح أرحام البساتسين
وتسكت عطش المساكين
ويقول في مقطع آخر بعنوان اليوم يقول:
اليــوم
هي ابزو حسناء رسمت محياها الدهور
وسفينة ملقاة بمرفإ مهجور
رحل عنها الماء
وهجرها الربان
وغاصت في عباب الرمال
شاحبة بزو كشيخ يكح السعال
وكشبح يطلع من آخر الليل
تشقق جلده من وهج الترحال
يجر خلفه ساقا
تاهت فيها خطاه
وفي مقطع نقتطفه من الجزء الأخير يقول:
الغـــذ
وأرى بزو كومة رماد
يدريها الرياح بعيدا
والوقت هجير
وتصعد في النشيج
وأدرف دمعي في القصيد
عله يتبخر يوما
ونسمع للماء ترانيم وأناشيد
ويخضر العشب من جديد
وقد تأتى لها ذلك بفضل تنوع مصادر المياه ووفرتها كواد العبيد وروافده وعيون تامدة وسواقيها ومنابع تاسلمات ومجاريها.
اشتهر مركز ابزو منذ القديم كمركز تجاري نظرا لموقعه الاستراتيجي كصلة وصل في طريق القوافل بين فاس ومراكش ودمنات وسجلماسة، قال عنه محمد حسن الوزان المعروف بليون إفريقيا في كتابه" وصف إفريقيا"، عندما زار المنطقة سنة 1521:"ابزو مدينة قديمة مبنية على جبل عال يجري من تحتها وادي لعبيد على بعد ثلاثة أميال. وسكان بزو كلهم تجار أمناء حسنو الهندام، يصدرون الزيت والجلود ومختلف الفواكه الطيبة... ذهبت إلى بزو في نهاية شهر مايو- أيار حيث فاكهة المشمش والتين ناضجة. وأقمت عند إمام المدينة بجوار مسجد في غاية من الجمال..." مما يدل أن ابزو كانت خلال القرون الوسطى تعيش انتعاشا تجاريا وازدهارا اقتصاديا، بدأ بالأفول مع توالي السنين، إلى أن اكتست حاليا صورتها القاتمة. فحسب تصريحات رئيس الجماعة ، فهذه الأخيرة تعاني من عدة اكراهات تتمثل في ضعف الموارد المالية والتي تلتهم منها أجور الموظفين 70 % و 10% لتأدية القروض، ولم يتبق من الميزانية إلا 20% مما يؤدي إلى ضعف الفائض وبالتالي ضعف المنجزات والاستثمار، إن لم نقل انعدامه، بالإضافة إلى ضعف في الكفاءات، انعدام الثقافة الحزبية، غياب النظافة نظرا لافتقار الجماعة لسائق رغم أنها تتوفر على شاحنة، ولهذا الغرض عقد المجلس صفقة تخص تفويت قطاع النظافة للخواص مقابل استخلاص أتعابه من عند المواطنين. وأضاف الرئيس رغم أن مركز ابزو يتوفر على مؤهلات سياحية وفلاحية، فانه لا زال مهمشا، كون القناة المائية الوحيدة تمر محادية له لكن في اتجاه سهل تساوت ، دون أن يستفيد منها.
منتديات دفاتر التربوية بالمغرب