مسكينة أنت يا جزائر يعجز حكامك حتى عن الإتيان بتعريف محترم لمفهوم الاستقرار، فيقولون إنه الحدود الملتهبة التي ينبغي تحصينها بالمزيد من صرف الملايير للجيش، ويقدمونه على أنه الإبقاء على الرئيس المريض لأن تغييره دخول في مغامرة مجهولة، ويفسرونه أيضا بإغداق الأموال على الشعب لإرضاء المستحق منهم وغير المستحق.
لا يعلم هؤلاء المساكين أن العسس والحرس مهما اشتدت قوتهم لا يمكنهم حماية البناية المترهلة من التداعي ثم السقوط !..لا يقدرون بأن الشعب الذي تشتريه بالأموال سيثور عليك فور اندثار تلك الأموال يغفلون عن كون رئيسهم “الضامن” سيأتي يوم ويكون فيه ككل البشر تحت الأرض.
مسؤولونا يتباهون بأن الجزائر لديها سياسة اجتماعية سخية، لكنهم يتجاهلون أن دعم السلع الأساسية يكون مؤقتا واستثنائيا، بينما القاعدة أن تقوي من القدرة الشرائية للمواطن فتجعله قادرا على أن يدفع من عرقه ثمن علبة الحليب ذات النوعية الجيدة، بدل أن تذله بشرب حليب رديء وتمن عليه إن هو اشتكى أنه يشتريه بثمن رمزي.
يضحكون على ذقوننا حينما يتحدثون أن النمو الاقتصادي خارج المحروقات هو في حدود 6 بالمائة. رقم هزيل حتى وإن كان صادقا، لأن النمو في بلادنا ينبغي أن يكون برقمين، لكن لسوء حظ هذه البلاد حتى ذلك الرقم مزيف ومغشوش، لأن هذا المعدل بشهادة الخبراء الاقتصاديين جاء من الصفقات العمومية التي تعطى للشركات الوطنية من أموال البترول.
خلال 15 سنة من حكم الرئيس، مازلنا نستورد البنزين والمازوت. قد يصعق السامع لهذه المعلومة في بلد البترول، لكنها الحقيقة المغيبة عن الشعب المسكين الذي يريدون تخديره بإنجازات وهمية. كم كان سيكلف البلاد لو أنها أنشأت مصافي جديدة، تشغل عمالا جددا وتجنب البلاد إهدار 1,2 مليار من العملة الصعبة في سنة 2013 فقط.
كيف سيضمن الرئيس في عهدته الرابعة أمننا الغذائي وقد فشل في تحقيقه خلال 15 سنة صرف فيها مئات الملايير على الدعم الفلاحي وتباهى فيها بمسح ديونهم بعبارته الشهيرة “تحيا مسح الديون” لكن الواقع اليوم يقول إننا نستورد قمحنا وشعيرنا وحليبنا ولحمنا وووو.
كيف سيتحقق الاستقرار، وحتى النسيج الصناعي المترهل الذي نملكه سيكون آيلا للزوال في 2020، لأن حدودنا ستكون وفق اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي مفتوحة أمام كل سلع جيراننا في الضفة الأخرى للمتوسط. هل ستقولون للأوروبيين حين نفتح أعيننا قريبا على هذا الموعد أمهلونا فرصة أخرى لأننا مازلنا غير مستعدين؟ !
الاستقرار الذي أعرفه أن تبني الإنسان وتجعله منتجا للثروة لا مستهلكا لها ومن أراد منكم الاستقرار بمفهومهم فلينس بوتفليقة وكل المترشحين ولينتخب “البرميل” رئيسا للجمهورية !
محمد سيدمو.