في تناغم "مخدوم" جدا، يجتهد كل من علي المرابط، الذي أجرى حوارا مع رئيس الوزراء الإسرائلي، بنيامين نتانياهو، في عز المجازر ضد الشعب الفلسطيني، وأبو بكر الجامعي، الذي تحمل مسؤولية نشر الحوار، و وفر له الأموال اللازمة للدعاية عن طريق ملصقات بالشوارع، ومحطات القطار، (في التناغم) يتفنن المرابط والجامعي في توزيع التصريحات والحوارات، التي تحاول زرع الروح في "جثة" حركة 20" فبراير، بعد أن انفض من حولها أغلب الذين أغرتهم بشعاراتها ذات يوم، قبل أن يتوجه المغاربة إلى التصويت على الدستور الجديد.
وبطبيعة الحال، لا يجد المرابط في تصريح لـ "الخبر" الجزائرية، المعروفة بعدائها المطلق للمغرب، والجامعي في حوار مع "مينورتي" البلجيكية أي مبرر للضمور والهزال الذي أصاب الحركة حتى لم تعد تُرى أجسام "نشطائها" إلا في شوارع قليلة جدا، بمدن قليلة جدا، لدرجة أن "الرجلين" أصبحا عاجزين عن ذكر اسم مدينة غير طنجة.
ويرى الجامعي أن الإصلاح الدستوري كان "غير ديمقراطيا" بالرغم من أنه تجاوز سقف الشعارات التي كانت ترفعها حركة 20 فبراير أو يرفعها هو نفسه في مقالاته.
ولا يجد هذا الموقف أي تبرير، إلا في سياق "الأجندة" الموضوعة بعناية، من أجل خدمة أهداف ونوايا بدأت تظهر مباشرة بعد التصويت على الدستور.
فقبل الإعلان عن الإصلاحات، كان المطلب هو إعادة توزيع السلط، وضمان استقلاليتها، وتقوية مؤسسة الوزير الأول، وتوسيع صلاحيات البرلمان، ولما تجسدت هذه المطالب على أرض الواقع، انطلقت محاولات حجب شمس الحقيقة بغربال الافتراء والتضليل والتحريض في كثير من الأحيان.
ومن غريب الصدف أن يستمر شخصان فقط في هذه الخدمة، أي تكرار هذه الأسطوانة، بلا ملل أو كلل، وأن يختارا منابر أجنبية لتمرير هذا الخطاب.
وحين أفحم صحفي "لامينورتي" بوبكر الجامعي، بسؤال حول أسباب الإقبال الكبير على التصويت عن الدستور ، ولم يجد ما يرد به، "استنجد" بمقارنة تضرب أخماسا في أسداس، وتضرب عرض الحائط بالوحدة الترابية للبلاد.
وحين لم يجد ما يبرر به تراجع حضور حركة 20 فبراير في الإعلام، ادعى أن الصحف تخشى من فقدان مساحات الإشهار، وهذا تبرير سخيف، فالصحف لا يمكن أن تلهث وراء سراب، لأنها ليست ظمأى إلى "صناعة" الحدث بل إلى تغطيته إذا حدث بالفعل.
وحين فشل في تفسير طبيعة العلاقة بين الحركة وجماعة العدل والإحسان واليسار الراديكالي، زعم أن هؤلاء ديمقراطيون في العمق، عكس الصورة التي ترسخت لدى الرأي العام، وكأن هذا الأخير ضل الطريق إلى الحقيقة التي "نزلت" على أبو بكر وحده.
أما علي المرابط فيعتقد أن حركة 20 فبراير، ستصل يوما إلى مرحلة رفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، بل ويحرض على ذلك، ناسيا أنه سبق لها أن رفعت هذا الشعار، و لم تجن من ذلك إلا الانسحابات...
رشيد الأنباري