احتجاجات حركتي «بركات» و «رفض» اللتين تضعان رفض ترشح بوتفليقة على رأس شعاراتهما ومطالبهما، لم تعد الجرعات الساخنة التي تملأ كأس الاحتجاجات بالجزائر، بل تكاثرت الاحتجاجات وتعددت النقط الساخنة، من غرداية المشتعلة بنيران، ظاهرها طائفي وعمقها سياسي كشفت عن بعضه وسائل الإعلام الجزائرية، مرورا بالمعلمين والمتقاعدين والمحافظين، وانتهاء باحتجاجات الأهالي في مختلف النقط الملتهبة.
الدماء سالت في غرداية والمحظور وقع باستعمال الرصاص، حيث أفادت مصادر صحفية عن مدير الصحة في ولاية غرداية الجزائرية قوله: إن ثلاثة أشخاص قتلوا نهاية الأسبوع في المواجهات المذهبية العنيفة الدائرة منذ خمسة أيام في غرداية (600 كيلومتر جنوب الجزائر)، المدينة التاريخية .
وقال إن القتلى هم في الثلاثينات من العمر وقد قضوا جراء إصابتهم في المواجهات، مشيرا إلى أن هناك شخصا رابعا حالته حرجة بعد إصابته بجروح خطرة في هذه المواجهات المذهبية العنيفة التي دارت بين شبان في غرداية، المدينة المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، وفارق اثنان من القتلى الحياة في مكان المواجهات قرب حي الحاج مسعود، في حين توفي الثالث في المستشفى متأثرا بجروحه.
نهاية الأسبوع عرفت كذلك شل، سكان دوار بشار العشوائي بالشفة، غربي البليدة، حركة سير القطارات نحو الجزائر العاصمة، واحتجت العائلات الغاضبة بسبب عدم ترحيلهم مثل جيرانهم في 2013، في وقت أقدم سكان ببن عاشور على الاحتجاج بمقر دائرة أولاد يعيش على خلفية فيضان وادي بني عزة وتسبب مياهه في انهيارات مساكن هشة وتسربها إلى داخلها.
سكان دوار بشار عادوا للاحتجاج من جديد، وذكروا المسؤولين بأنهم أصبحوا في دائرة النسيان وعدم الالتزام بوعد ترحيل الـ 54 عائلة المتبقية، بعد ترحيل بقية العائلات بالجوار في شهر رمضان من العام الماضي، ودعوا إلى ضرورة الالتزام بوعد ترحيلهم، لأن صبرهم نفد وأصبح العيش في تلك الأكواخ كابوسا حقيقيا.
وفي أولاد يعيش أمهل الناطق باسم متقاعدي الجيش الجزائري ، محمد بورقبة، الحكومة إلى غاية 16 أبريل القادم للتفاوض مع ممثلين عن هذه الفئة، وإلا سيتم اللجوء إلى تنظيم مسيرات والزحف نحو العاصمة وإفساد الانتخابات الرئاسية التي سيتم مقاطعتها في حالة إصرار وزارة الدفاع والوزارة الأولى على تجاهل مطالب المتقاعدين.
واستجاب الآلاف من متقاعدي الجيش الوطني الشعبي والمعطوبين وشبه العسكريين، لنداء تنظيم المسيرات عبر كامل التراب الجزائري، باستثناء العاصمة والبليدة، وتمكن المئات منهم من تسليم لائحة المطالب لقادة القطاعات العسكرية.
وفي التوقيت ذاته، نظم عمال العيادة متعددة الخدمات بالغيشة في الأغواط، وقفة احتجاجية لمدة ثلاث ساعات، لعدم استجابة السلطات المحلية لطلب الإدارة المتمثل في توفير مساكن للأطباء المستقدمين من ولايات أخرى، لضمان المداومة اليومية لهم للتكفل بعلاج المرضى، خاصة أن البلدية معزولة وتسجل بها حوادث كثيرة ولا تتوفر بها وسائل النقل.
وفي تصريح يحاكي عملية صب الزيت على النار، خرج عبد المالك سلال الذي استقال مؤقتا من رئاسة الوزراء ليشغل مدير حملة بوتفليقة الرئاسية، ليقول بأن ما يسمى «الربيع العربي» الذي أطاح بعدة أنظمة في المنطقة هو «حشرة» أغلقت الجزائر كل الأبواب أمامها. سلال كان يلمح للتحذيرات من عودة الاحتجاجات بقوة في الجزائر.
سلال الذي كان يتحدث نهاية الأسبوع، في خطاب انتخابي أمام آلاف الطلبة بقاعة ضخمة بالعاصمة، وهو أول نشاط له في مهمته الجديدة قال :«البعض يتكلم لنا عن الربيع العربي لم نفهم هذه الحشرة من أين أتت، نحن أغلقنا الباب أمامه ولن يستطيع الدخول وإذا أراد الدخول من النافذة لدينا مبيد الحشرات للقضاء عليه.
رضوان البلدي