قناة فرنسة تكتشف "الباربا" كوسيلة للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب
أضيف في 17 مارس 2014 الساعة 54 : 07
يتحدث الناس عن المبكيات المضحكات، لكن نحن في المغرب هذه الأيام نكتشفها بعيوننا، فمن بيننا أناس باعوا أنفسهم للأجنبي، ومعروف عن المغاربة قولهم دائما "مشاكل الدار تبقى فالدار"، هذا إن وُجدت مشاكل. لكن الكذاب لابد من أن يترك الأثر على كذبته. نموذج هؤلاء عادل لمطالسي الذي وضع شكاية ضد مسؤول أمني مغربي بفرنسا بتهمة التعذيب. عادل لمطالسي كان موضوعا لحلقة من برنامج "هكذا يسير العالم" على قناة LCI التابعة لمجموعة تي إف آن، واستضاف الوزيرة الفرنسية من أصل مغاربي يامينة بنغيغي، وعرض البرنامج صورة وزعها عادل لمطالسي كدليل على التعذيب الذي تعرض له في المغرب. ويظهر لمطالسي في الصورة مربوط اليدين إلى الأعلى بواسطة عصا أو جزء من حديد وآثار الدم بادية على صدره. وقبل أن يستغرب المشاهد استغرب المذيع الذي قال إنها حمراء لكنها ليست بقع الدم. هي فقط بقع الشمندر الأحمر (الباربا) التي وُضعت على الثوب الأبيض. هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك سؤال غريب يتم طرحه في هذه القضية: من الذي التقط الصورة في مركز سري، زعم عادل لمطالسي أنه تعرض للتعذيب داخله؟ ويذكر أن عادل لمطالسي المحكوم بعشر سنوات التي قضى منها خمس سنوات وأربعة أشهر تم إطلاق سراحه بفرنسا، وذلك كي يقوم بدور الكومبارس في مسرحية إزعاج المغرب، التي بدأت بالمسرحية العبثية للقضاء الفرنسي الذي قام بتوجيه استدعاء لمسؤول مغربي عن طريق إرسال سبعة رجال شرطة إلى مقر إقامة السفير المغربي، وتقتضي الاتفاقيات الموقعة بين البلدين أن يتحقق القضاء الفرنسي أولا من جدية الشكايات وأصحابها قبل أن يحول الشكاية عن طريق انتداب قضائي. ولقد قام عادل لمطالسي الذي تم تحويله، في بداية شهر ماي 2013، من سجن سلا حيث كان معتقلا، إلى سجن ڤيليانت بباريس لقضاء بقية عقوبته لعشر سنوات سجنا الذي حُكم عليه بالمغرب من أجل تكوين عصابة إجرامية والاتجار في المخدرات قبل أن يتم إطلاق سراحه في ظروف غامضة، بوضع شكاية لدى المحكمة الابتدائية الكبرى بباريس ضد الدرك الملكي بالقصر الكبير ومصالح الأمن المغربية، اللذين اتّهمهما بـ"التعذيب وبعقوبات أخرى وبمعاملات لا إنسانية ومُهينة" وذلك بدعم من المنظمة الفرنسية غير الحكومية "حركة المسيحيين من أجل إلغاء التعذيب".