أولا : الجنون ثم الجنون :
ستصاب الفئة القليلة جدا من الطبقة السياسية الواعية في الجزائر ستصاب بالجنون ، بما أن هذه الطبقة السياسية الواعية القليلة جدا جدا في الجزائر كلما خرجت إلى الشارع لتستنهض هِمَمَ الشعب ينظر إليها الشعب الجزائري وكأنهم شردمة جاءت من المريخ ، الشعب لا يعرف هذه الطبقة السياسية الواعية التي ترى ما يجري في الجزائر في بداية عام 2014 عبارة عن مهزلة انتخابية جعلت الجزائر أضحوكة للعالم ...ألا نتوقع لها أن تصاب بالجنون في يوم من الأيام ...
تمخض الصراع في الجزائر قبيل انتخابات 17 أبريل 2014 عن صورة درامية مؤلمة ، أرض غنية جدا و شعب يعيش الفقر المذقع ، فقر مادي وفقر فكري وقحط سياسي ، وحكام لصوص سرقوا البلاد وقتلوا خيرة شبابها خلال 51 سنة ، ولما خرجت للشارع فئة استثنائية ، فئة قليلة جدا جدا استفزتها درجة الذل والهوان الذي وصلها الشعب الجزائري سمعنا من بعض الناس المتفرجين على تلك المظاهرة وهو يعلق على ذلك قائلا : " هؤلاء مساكين ملوا القهر الذي يعيشونه مع هؤلاء الحكام " ... كأن هذا الرجل المتفرج على المظاهرة ليس فردا من الشعب الجزائري وكأن الأمر في الجزائر لا يعنيه بتاتا ، أوكأنه يريد أن يتبرأ منهم لأنه يعرف أن مصير الخارجين للشارع مصير مجهول ...
ثانيا : ( dodo boulot metro ) أو تربية القحط السياسي هي السبب :
كل الحكام الذين حكموا الجزائر سواءا الظاهر منهم أو الأشباح الخفية التي تحكم من وراء حجاب كلهم كانوا يسهرون على تربية الشعب الجزائري تربية القحط السياسي dodo boulot metro ، أي الأكل والنوم والقهر وليس العمل فليس في الجزائر عمل ، هناك جيش وشرطة ومخابرات وشياتة ومن يتبعهم ومن يعيش في دوائرهم هذا هو الشعب الذي يعيش في خيرات الجزائر أما الآخرون فهم مجرد رعايا يأكون قليلا من القوت وينتظرون الموت ، لقد نجح كل حكام الجزائر منذ 1962 إلى 2014 في نشر تربية الشعب كل الشعب على السلبية والوقوف موقف المتفرج على كل ما له علاقة بسياسة البلاد إلا على ما يجري خارج الجزائر ، ففي الخارج أعداء يتربصون بالجزائريين الشر كل الشر ، تربى الشعب الجزائري على أن الخوض في أمور الجزائر محرم عليهم لكن عليهم أن يفرغوا غضبهم في كرة القدم وفي الحدود الجزائرية شرقا وغربا وجنوبا ، أما ما يجري داخل الجزائر فلا يعني الشعب الجزائري حتى أن سكان جنوب الجزائر شربوا مياها سوداء قاتمة وهم يحمدون الله عليها يوم كان عبد المالك سلال وزيرا للموارد المائية ، وها هو عبد المالك سلال يسقي كل الشعب الجزائري مياه قنوات الصرف الصحي وهم يصفقون له ...
ذبحوا ربع مليون من الشعب الجزائري وسكتوا ، شردوا مئات الآلاف منه وسكتوا وها هم يضعون على رئاسة الجمهورية رجلا مقعدا وسكتوا ، وها هم يمثلون بجثة الشعب وسكتوا ، بل حتى تلك الطبقة القليلة جدا جدا من الجزائريين الواعين أصبحت أضحوكة لا يثق بها أحد ، لقد عم احتقار كل شئ وأصبحت العدمية هي فلسفة الشعب عامة ، لا خير في أي أحد ، الكل مجرد انتهازيين حتى الشرفاء ما عادوا شرفاء ، لقد دنست سمعتهم تقارير المخابرات المزورة ...
ثالثا : إذن لماذا لا يحكم الجزائر واحد من البوليساريو :
الشئ الوحيد الذي اتفق حوله الجزائريون كل الجزائريين بدون استثناء هو البوليساريو، و بما أن حكام الجزائر نجحوا في صناعة شخصيات كارزماتية من البوليساريو ، شخصيات يمدحها الشعب الجزائري ، تمدحها المعارضة الجزائرية قبل الحكام ، تمدحها حتى تلك الفئة القليلة جدا جدا من الطبقة الواعية من الشعب الجزائري والتي ينفر منها الشعب الجزائري كلما خرجت للشارع ، شخصيات البوليساريو هذه بعضها مرشح لأكبر الجوائز العالمية بعكس الجزائريين الذين افتقدوا للمصداقية بسبب تاريخهم الملوث بالدماء الجزائرية أو بسبب اللصوصية ، لقد نجح المال الجزائري أن ينحث ثماثيل ضخمة لكبار الرجال والنساء من البوليساريو حتى نالوا درجة رفيعة في المجتمع الدولي ، شخصيات حصلت على إجماع الجزائريين سواء منهم الحكام أو رجال السلطة أو الشعب أو المعارضة الجزائرية الكارطونية بل حتى الفئة القليلة جدا جدا من الطبقة الواعية من الشعب الجزائري تقدس هذه الشخصيالت البوليسارية ، وبما أن الشعب الجزائري لا سيادة له على أمواله والبوليساريو يغرف من خزينة الدولة الجزائرية كما يريد ، وبما أن الجزائريين لا يتفقون على رجل واحد ، لماذا لا يرشحون واحدا من البوليساريو لأنهم جميعا وبدون استثناء يثقون فيهم وسيتفقون على واحد منهم ... لكن من سيرشحون لرئاسة الجزائر من البوليساريو ؟ .....
1) في البال : عبد العزيز المراكشي وهو على وزن عبد العزيز الوجدي وهو بوتفليقة
2) في البال : محمد لمين البوهالي وكيل وزارة الدفاع الجزائرية في مخيمات تندوف
3) في البال : ابراهيم غالي : سفير البوليساريو بالجزائر
4) في البال : عبد القادر الطالب عمر رئيس حكومة البوليساريو
5) في البال كذا وكذا وكذا كذا وكذا وكذا............. الخ
6) لكن في البال أسطورة نساء العالم غاندي القرن الواحد والعشرين المرأة التي يقدسها الجزائريون حكومة وشعبا ومعارضة ، تقدسها حتى الطبقة السياسية الواعية القليلة جدا جدا في الجزائر المنبوذة من الشعب الجزائري حتى هذه الطبقة تقدسها وتعقد عليها آمال - ليس الشعب الصحراوي وحده - بل حتى الشعب الجزائري إنها أميناتو حيدر ربة الكفاف والعفاف والدفاع عن حقوق البشر والحجر والشجر ... إنها هي المرأة التي اجتمع عليها الرأي في الجزائر كلها وبدون استثناء ...
وبما أن حالة الجزائر قد وصلت لهذه الدرجة من القحط السياسي ووصل الشعب لهذه الدرجة من الجهل بمصيره ، وبما أنه لا يعرف إلا مصير الشعب الصحراوي جيدا ويدافع عنه باستماتة ألا تستحق تلك المرأة – التي حصل عليها إجماع الشعب الجزائري - أن تكون رئيسة للجمهورية العربية الجزائرية الصحراوية الديمقراطية الشعبية !!!!!!!!!!!
سمير كرم للجزائر تايمز