(CNN) -- وضع مؤتمر ضم أكثر من 250 عالما في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، الأسس لتشكيل هيئة فكرية إسلامية جديدة تحت اسم "مجلس حكماء المسلمين" هدفها "تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية" مع تطور رأى البعض أنه يهدف إلى إيجاد إطار عالمي لمواجهة ما يعرف "بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي يرأسه المرجع الروحي للإخوان المسلمين، يوسف القرضاوي.
وما عزز تلك الترجيحات بروز دور شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الذي كان هدفا لانتقادات القرضاوي، وكذلك العالم الموريتاني، عبدالله بن بيه، النائب السابق للقرضاوي، والذي استقال من منصبه قبل أشهر احتجاجا على خطاب الاتحاد في سبتمبر/أيلول الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن جلسة ختام أعمال منتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" التي جرت مساء الاثنين في أبوظبي، بحضور الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أوصت "بتأسيس مجلس إسلامي لتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة يضم ثلة من ذوي الحكمة من علماء المسلمين وخبرائهم ووجهائهم ليسهموا في إطفاء حرائق الأمة قولا وفعلا."
وجرى اقتراح أن يطلق على الهيئة الجديدة اسم "مجلس حكماء المسلمين" ويكون مقره أبوظبي، وجاء في البيان الختامي للمنتدى أن "مجتمعات إسلامية كثيرة" تشهد حالة من "الاضطراب والاحتراب.. فلا يعرف القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم سفك دمه." وأضاف البيان أن "خفض حرارة جسم الأمة تفاديا لانفجارها أضحى واجبا شرعيا لا يحتمل التأجيل."
ورأى المنتدى في بيانه الختامي أن "جزءا كبيرا مما تعيشه الأمة اليوم من فتن مرده إلى التباس مفاهيم شرعية لا غبار عليها في أذهان شريحة واسعة من المجتمعات المسلمة كتطبيق الشريعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد وطاعة أولي الأمر."
وحض البيان على "انفتاح جميع التيارات على بعضها البعض، وبناء جسور التواصل" مضيفا أن الديمقراطية "ليست غاية وهدفا في حد ذاتها؛ بل وسيلة في البيئات المتهيئة لها لتدبير اختلاف المشارب الفكرية والمشاريع السياسية. ومن ثم فإن واجب دعاة الإصلاح أن يضعوا نصب أعينهم تحقيق العدل والمساواة دون تقديس للآليات مستحضرين السياقات التاريخية والبيئات والأعراف الخاصة بمجتمعاتهم حتى لا تصبح الديمقراطية في بعض المجتمعات دعوة إلى الحرب الأهلية."
وإلى جانب تشكيل "مجلس حكماء المسلمين" تقدم المجتمعون بتوصية لتأسيس "جهاز إعلامي مسموع ومرئي ومكتوب، لا ينشغل بردود الأفعال بل يؤصل لمفاهيم السلم وقيمه في الأمة بتوضيحها وتبسيطها بالحكمة والموعظة الحسنة."
يشار إلى أن بن بيه، وهو أحد أبرز رجال الدين المسلمين المعاصرين، كان قد استقال من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في سبتمبر/أيلول الماضي، قائلا إنه يحاول القيام بدور في سبيل الإصلاح يقتضي "خطاباً لا يتلاءم" مع موقفه بالاتحاد، في إشارة إلى الهيئة التي يرأسها القرضاوي، والتي يرى البعض أنها باتت أداة دينية عابرة للحدود تشكل منبرا لجماعة الإخوان المسلمين.