إدريس شكري.
لا يكاد يمر أي حدث سوى و ركبت عليه جماعة العدل والإحسان المحظورة، تعسفيا، من أجل أن تنفخ فيه من هواها، خدمة لأحقاد معلومة، رغم أن القاعدة الفقهية تقول: "لا قياس مع وجود الفارق"، غير أن الجماعة التي نفذ زادها، وفضح الواقع زيف رؤاها، وخذلتها "القومة" المزعومة، وغادرها شيخها إلى دار البقاء، واستحوذ عليها منْ لا يهمهم إلا خدمة أجندة أضحت معروفة... مجلس الإرشاد الذي زاغ عن مبادئ الجماعة، كما وضعها الشيخ عبدالسلام ياسين في كتابه "المنهاج النبوي"، و اختار الخوض في البرك الآسنة لعله يغتنم بعض المنافع الزائلة، تارة بالتحريض وتارة بالإفتراء وتارة بالإدعاء...
في هذا السياق حاولت الجماعة في افتتاحية موقعها الإلكتروني أن تعقد مقارنة بين سقوط رئيس أوكرانيا "فيكتور يانوكوفيتش" وبين الزعماء العرب الذي سقطوا في عز ما يُسمى بـ "الربيع العربي" الذي تحول إلى خريف لا تزال رياحه تعصف بكل الأوراق الخضراء سواء في تونس أو ليبيا أو مصر... في ما تجاوزته دول أخرى بسلام كالمغرب بالرغم من أن العدل والإحسان كانت تراهن على عكس ذلك، وتخطط لـ "تطهير الشوارع بالدماء" كما قال أحد "قادة" شبيبتها، غير أن يقظة الملك والشعب فوتت على الجماعة هذه الفرصة، وجعلتها في عزلة، خارج التاريخ بل على هامش قماماته، مما ركّب لديها عقدة انضافت إلى عقدها القديمة...
اليوم، تتذكر الجماعة ما حدث، وتعقد المقارنات، من دون أن تتأمل ( هي التي تحب التأمل) مآل هذا الربيع، أو أن تتمعن في نتائجه، أو تفقه أن أول نتيجة لهروب الرئيس الأوكراني هو التدخل العسكري الروسي، وما قد يترتب عن ذلك من مزيد من التوتر والاحتقان والاقتتال...
نحن نعرف الخلفيات التي تحرك أهواء الجماعة... والاستبداد الذي تقصده، ناسية أنها تمارس أبشع أنواع الاستبداد في حق مريدها... أما الشعب فيعيش في حمى الدستور والقانون والمؤسسات، التي لا تريد العدل والإحسان الاعتراف بها، لأنها لا تؤمن بالاختيارات الديمقراطية، التي ارتضاها المغاربة ملكا وحكومة وشعبا.