عزيز الدادسي
نقل مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، "جعرته" من المشهد السياسي إلى قاعة المحاكم حيث صور متابعة رشيد نيني، مدير يومية المساء على أنها تحايل على الرأي العام، رغم أن المتابعة تمت في إطار القانون ويمكن الطعن في الأحكام القضائية إذا تبين أن تكييف التهم لم يكن في محله، ولكن نحن والحال هذه أمام صحفي أصبح فوق القانون حيث توبع في أكثر من 69 متابعة قضائية دون أن يكلف نفسه الحضور ولو لواحدة منها، مع العلم أن صاحب عمود شوف تشوف لم يتمكن من إثبات مجموعة من الوقائع التي كتب عنها بل إن في فصول المتابعة وطبيعة الحكم كانت تخفيفية لأن الرجل طعن في مؤسسات ذات طابع سيادي وأمني دون توفره على حجج دامغة مما يهدد الأمن القومي وهو ما لا يفهمه الرميد الذي يريد منصبا في الحكومة المقبلة بأي ثمن.
ومن تفاهات المحامي مصطفى الرميد هو أنه ربط بين اعتقال رشيد نيني وبين تفجير مقهى أركانة وكأن القضاء، الذي يعتبر الرميد جزءا من مكونات مشهده، لا شغل له إلا رشيد نيني وأنه كان بعبعا يخيف العالم واحتاجت الدولة إلى تلك الزوبعة لتعتقله، ونسي الرميد أن تطبيق القانون لا يحتاج إلى أسباب نزول لكن إنتاج نص قانوني هو الذي يحتاج إلى نوازل جديدة، ونظن أن الأمية السياسية التي يعاني منها الأخ مصطفى الرميد انتقلت إلى مستواه القانوني حيث أصبح أكثر أمية.
قال مصطفى الرميد، الفهايمي الكبير ديال البواجدة، إن اعتقال نيني يتعلق بحرية التعبير وهذه أكبر كذبة يقترفها رئيس الحزب السري لإدريس البصري لأن العديد من الصحفيين والكتاب دونوا أشياء كثيرة فاقت حدود المعقول ورغم ذلك لم يتم اعتقالهم، وإذا كانت عند الرميد الجرأة فليفكك ما كتبه موكله ليعرف مدى جراءته على كل شيء بما في ذلك الأمن القومي.
أما محامي النحرير الشيخ خالد السفياني القومي دون معرفة أولية بالفكر القومي فقد طلب بشيء غريب ألا وهو أن يقضي المحامي فترة من التدريب داخل السجن حتى يشعر بمرارة اعتقال موكله، هل يريد خالد السفياني أن يبدأ بنفسه وهو الذي ألف السيجار الكوبي والكافيار المستورد من أصقاع الدنيا، ولولا حضور الإعلام وخصوصا بعض التلفزات الأجنبية ما نصب خالد السفياني نفسه محاميا على رشيد نيني وإلا فيلقل لنا السفياني لماذا لم يرفع دعوى قضائية فيما 17 من العاملين في جريدة الجمهور التي توقفت وكان مكلفا بالملف؟ القضية ما فيها شهرة.
ومعروف عن خالد السفياني أنه يحب الظهور الإعلامي خصوصا أمام الشاشات، ومن يعرف خالد السفياني لا يتعجب فالرجل يقبض ثمن ظهوره نقدا، هل نسي خالد السفياني أنه كان ينظم تظاهرات مؤيدة للعراق يؤدي ثمن تنظيمها نظام البعث البائد، وبعد انهيار البعث أصبح يتشبث بأية قشة حتى لو كانت الدفاع عن صحفي سبه ولعنه ليظهر بمظهر المحامي "كول".
وهكذا يبدو أن المحامي الإسلامي والمحامي القومجي التقيا في الدفاع المنافق عن رشيد نيني الذي لم يدخر جهدا في لعن الجميع.