لا تمر الأحداث دون أن يعمل عسكر الجزائر على التحرش بالمغرب بالداخل والخارج. فرغم أن الجزائر دولة غنية بالنفط والغاز فإن الشعب الجزائري يعيش تحت رحمة الفقر والبؤس المفروض من طرف الحكام. وبدل أن يذهب المال الجزائري إلى البنيات التحتية يتم توزيعه أقساطا، فجزء منه يذهب إلى حسابات الجنيرالات ومن والاهم وجزء منه يذهب لتمويل المؤامرة ضد المغرب بالإضافة إلى الجزء الثالث الخاص بتمويل البوليساريو وما تبقى من فتات يتم به تسيير الدولة ولو اهتمت الجزائر بنفسها لكانت نموذجا عالميا. ولدى حكام الجزائر عقدة اسمها المغرب المستقر والآمن، المغرب الديمقراطي الذي تعيش فيه الأحزاب وفق قواعد قانونية ولا يوجد مانع أمام أي حزب ليتولى السلطة ويدير الشأن العام، المغرب الذي تجرى فيه الانتخابات ولا يشكك أحد في نزاهتها، المغرب الذي بنى نموذجه بعيدا عن التقليد الذي لا يليق بثقافته وحضارته وتاريخه، المغرب المستقل في قراراته. ولدى حكام الجزائر عقدة تجاه المغرب لأنه البلد الفاعل في الجيوبوليتيك، البلد الذي لا يصرف أموالا طائلة من أجل تحديد موقف أو الانخراط في حلف دولي، فالمغرب بحكم موقعه الجغرافي وبحكم أنه دولة مستقرة وديمقراطية ينال ثقة دول العالم وبالتالي يكون شريكا في صناعة القرار الدولي. ولدى حكام الجزائر عقدة من كون المغرب فاعلا إقليميا رغم أنه لا يتوفر على موارد نفطية وغازية، ورغم أن الجزائر صرفت الملايير التي لا تعد ولا تحصى على مؤامرة طويلة الأمد، ورغم أن الجزائر أقحمت الجمهورية الافتراضية للبوليساريو في الاتحاد الإفريقي، فإن المغرب عنصر فاعل في القارة الإفريقية بل إن الدول الإفريقية اليوم ترى غيابه عن الاتحاد خسارة لها. كان بإمكان الجارة الجزائر أن تستفيد من علاقات جيدة مع المغرب، لكنها اختارت المناورة كعنصر في فعلها السياسي، ولو اختارت التعاون مع المغرب لشكل البلدان قوة إقليمية وقارية يحسب لها ألف حساب، لكنها اختارت أن تكون ضعيفة وأن تحاول إضعاف المغرب وجره إلى الوراء. من خلال ما ذكرناه يمكن فهم مناورات الجزائر. حيث لا يمكن أن تتصادف أحداث معينة من الشر تجاه المغرب دون أن تجد الأيادي الجزائرية هناك. وقد تجد العذر لبعض العملاء من الدول الأوروبية أمام الإغراءات الكبيرة التي يتم تقديمها لهم. فليس صدفة أن يتم عرض فيلم إسباني مناوئ للمغرب وخرجة فرنسية غير محسوبة القصد منها توتير العلاقات بين البلدين. فالفيلم الإسباني الذي لعب فيه خافيير بارديم دور البطولة هو فيلم لشخص منخرط في الدفاع عن جبهة البوليساريو وورث النزعة الانفصالية عن والدته. والفيلم من تمويل جزائري وبإيحاء من جبهة البوليساريو. وليس مستبعدا أن تكون حادثة استدعاء مسؤول أمني مغربي من قبل القضاء الفرنسي التي تأسفت عنها الدولة الفرنسية هي من وحي الجزائر أو من وحي نفطها وغازها.