للكاتب الدكتور حاتم السكتاني.
عندما يرد اسم خافيير باردم أستحضر تلك الصورة الجماعية المأخوذة مع شرذمة من الخونة ومع المدمنة كيري. إنها صورة جماعية ودليل على وجود تكوين عصابي ضد أمن واستقرار المغرب وجب مواجهته بالاستمرار في المسيرة التي بدأها المغرب منذ عقود وتسارعت وثيرتها في الشهور الأخيرة.
أشفق على أولئك الذين يحولون الفن السابع الراقي إلى فن تابع لاهث وراء الجوائز والبترودولار، فنحن نعرف جيدا كيف تمنح جوائز الأوسكار لأفلام البوليميك وكيف تحول هذه الأفلام الجلاد إلى ضحية وتصنع من مجرم الحرب صاحب قضية. لقد أتقن خافيير ذو الشعر "المسبسب" الدور لأنه ممثل رائع بل وممثل خادع استطاع نصب كمين لدبلوماسي لازلنا ننتظر تكذيبه لادعاءات باردم. العهدة إذن على من افترى الكذب ونسب كلاما ساقطا مسيئا للمغرب لسفير فرنسا بواشنطن، والعهدة أيضا على من سكت حتى الآن مؤيدا ما قاله هذا الأراجوز.
للتذكير فقط فإنه نسب للسفير الفرنسي نعت المغرب ب"الخليلة التي نضاجعها ونحن ملزمون بالدفاع عنها رغم عدم حبنا لها". كلام ساقط لا يصدر إلا من لسان لقيط أو طفل شوارع.
إنه بلغة علماء النفس الفرنسيين نوع من الإسقاط يحركه اللاشعور يدل على وجود رغبة مكبوتة، لدى قائل هذه التفاهة، في اقتراف مثل هذه الجرائم الجنسية الدنيئة (سواء كان إسبانيا أو فرنسيا).
إنها عبارات تدل أيضا على عدم إلمام هؤلاء بقواعد اللغة الفرنسية والإسبانية والعربية التي تجعل من المغرب الاسم المذكر الوحيد بين هاتين "الشقراوتين الشماليتين"، إذ أن اسم المغرب مذكر باللغة العربية والفرنسية (Le Maroc) وبالإسبانية ((Marruecos ، أما فرنسا وإسبانيا فهما مؤنثان باللغتين اللاتينيتين المذكورتين (la France, l’Espagne) ; (España, Francia) ، بل وحتى باللغة العربية، إنه مفعول تاء التأنيث "الـݣاورية". لكل هذه الأسباب قررت محكمة النحو والإعراب الدولية إصلاح هذا الخطأ اللغوي الذي جعل من الخليل خليلة.
لكم أن تعلموا أن المغرب بلد الرجولة والفحولة بل ويحسن ختان رجاله حتى يؤدوا مهمتهم ورسالتهم العالمية على أكمل وجه لكن في إطار الشرعية والعفة والتعدد إن لزم الأمر، أما مصطلح الخليلة والخليل تركناه لكم أيها "المتحضرون" لأنه يرمز للخيانة : خيانة الأمانة وخيانة العهد وخيانة الصداقة وخيانة الأخوة بين بلدان تربطها علاقات ضاربة في جذور التاريخ.
أستحضر بحنين خطاب فرنسوا هولاند في أبريل 2013 أمام البرلمان المغربي وكلماته التي أصابت عدونا في مقتل، وأستحضر كل تلك العلاقات المتينة والشراكات ما بين المغرب وفرنسا، وأستحضر تواجد المغاربة في فرنسا والفرنسيين في المغرب فأقول أعوذ بالله من الشيطان الذي وسوس وجعل هذه العلاقات تتوتر في وقت قياسي على يد ممثل أتقن دوره وأثبت أنه يستحق فعلا جائزة "مسدية" سنضعها بكل فخر في جيده وجيد كل مرتزقة العالم.
يحق للمغرب أن ينتفض حينما تمس كرامة شعبه ويحق له أيضا أن يفخر برجال السبايس (Spahis) البواسل الذين حرروا فرنسا من النازيين الذين استباحوا أطفال ونساء فرنسا بل وحتى رجالها. أين كان أمثال باردم حينها؟ وماذا فعلوا من أجل فرنسا؟ على الفرنسيين استحضار التاريخ والاعتذار بأدب ولياقة في مثل هكذا ظروف. ولعل المكالمة الأخيرة بين هولاند وصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ستعيد الأمور إلى نصابها فتعود الجرذان إلى جحورها والمياه إلى مجاريها، ولنرفع كؤوس الشاي "المشحر" على نخب الصداقة الفرنسية المغربية ونقول لعدونا المشترك : ودبا شكون اللي ساعتو سالات؟ إييييييييييييييييييييييييييو !!!!!!!!