|
|
|
|
|
أضيف في 21 شتنبر 2011 الساعة 54 : 13
وراء كل كتاب من الكتب التي يؤلفها أصحابها قصة أو دوافع، وكتابي الذي قدمته إلى القراء في بحر عام 2008م، والذي يقدمه إليهم مشمولا بالشكر والامتنان أخونا الفاضل الأستاذ عبد الفتاح الحيدوي، لا يشكل استثناء غير خاضع لنفس القاعدة، فقد حملتني أسباب قاهرة على تأليفه في الظروف التي ألفته فيها، والأحداث تتوالى وتتراكم وتتفاعل وتتصارع، إنه (أي مؤلفي) مزيج من الذاتي والموضوعي، من السياسي والديني، من الرفض والقبول. وأثناء تأمل القارئ للموجود بين دفتيه، يقف على نوع من الاستهجان والسخرية إلى الحد الذي يتحول فيه وعنده الضحك إلى بكاء، والبكاء إلى ضحك! ففي المغرب عبر التاريخ شبه انسجام وتناغم بين المخزن ومشايخ بعض الطرق الصوفية، وشبه تباعد وتنافر بينه وبين بعضها الآخر! فطرف ينتج الفكر الظلامي ويفبركه ويقتاته ويجتره، ويتخذه أداة للحصول على الكسب الحرام دينا وعقلا (المتاجرة بالدين المشوه). وطرف يرحب بالمنتوج المبتدع فيروج له، ويقرب إليه منتجيه كي يخدموه خدمة تطيل من عمره في نظره وفي نظر جلاوزته! فمضى الأمر على هذا المنوال إلى أن تم احتلال بلدنا من طرف الاستعمار الفرنسي والإسباني. ولم يحاول تعديل المسرحية، أو إعادة صياغتها بالخروج عن الروتين الرتيب الموروث إلا رجال صادقون متسننون، في مقدمتهم الشيخان العالمان: أبو شعيب الدكالي، ومحمد بن العربي العلوي الذي حاول جهد مستطاعه - ومعه ثلة من تلامذته – القضاء المبرم على أعشاش البدع ممثلة في "القبورية" والفرق الضالة التائهة في فيافي الظلام المبين! غير أن دار لقمان بقيت على حالها، لينهض المشبهة الجدد، وليقفوا على أرجلهم بعد حين من الاستقلال، حيث أخذت العلاقة بينهم وبين المخزن صورة جديدة، إلى حد أننا شاهدنا خطوات إلى الخلف تقدر بآلاف الأميال الزمنية، حينما تم التأشير على الرجوع إلى إقامة مواسم عند أضرحة لم تكن تقام عندها! فكان أن تزايد الاهتمام الرسمي بالفرق المبتدعة وأصحاب الأضرحة المقدسين على إثر الثورة الإيرانية التي أوقعت عرش ملك الملوك (= شاه شاه) في الوحل! دون أن تجدي الخطوات المخزنية في تأجيل المد الإسلامي السياسي فتيلا على الأرض! حتى وإن كان ضحاياها في ازدياد مستمر. فقد تقوى هذا الإسلام الذي يحمل مشروعا نهضويا أساسه اليقين المطلق بفشل نهج التغريبيين المحمولين على أكتاف أسيادهم الاستكباريين في المجال السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والأخلاقي طوال عقود تتجاوز الستين سنة لدى دولة، أو هي في حدودها لدى دولة غيرها، بالرغم من اختلاف الأنظمة التي يتبجح القادة الديكتاتوريون – الظلاميون فيها بأنهم يعتمدونها لإسعاد شعوبهم المغلوبة في الواقع على أمرها. فلا الليبرالاويون وصلوا بسفنهم إلى بر الأمان! ولا الاشتراكاويون بلغوا بأساطيلهم إلى مرفأ النجاة! ولا الشيوعاويون أفلحوا في إطعام الشعب كله طعاما مشتركا واحدا كالفول المدمس، أو كفستق العبيد! وحتى يقوى الاستكبار العالمي على حصر المد الإسلامي المتدفق كالماء، بحث عن بديل لما يصفه بالإسلام الساخن، فوجده فيما يسميه بالإسلام البارد! إسلام الطرقيين وعبدة القبور وسدنتها وخدامها، فضلا عن لقاءات وندوات ومحاضرات مكثفة عن التصوف والصوفية في بلدان غربية وإسلامية! إذ أصبحت الطرق ومشايخها مطية للوصول إلى أهداف مبرمجة مرسومة بكل دهاء. من بين إجراءات تحقيقها مد الطرقيين بالأموال التي تتيح لهم استقطاب أكبر عدد ممكن من المتعبدين التائبين من عالم جاهلية القرن العشرين والواحد والعشرين! فكان أن تكامل الحكام مع الاستكبار الذي أزعجه انطلاق الإسلام من عقاله ، كما تكاملت معه الأحزاب السياسية التي طالما هاجمت مسمى الرجعية والرجعيين! فوزير العدل المغربي الأسبق الراحل، لم يهدأ له بال حتى انتمى إلى الطريقة البودشيشية على يد شيخها حمزة بن العباس! ولم يتخلف الاشتراكيان: محمد اليازغي وفتح الله ولعلو عن الانتساب إلى نفس الطريقة على يد نفس الرجل!مما يتضح معه كيف أن تشجيع الفكر الظلامي الديني لم يقف عند حد الترويج له ولمنتجيه، وإنما تجاوز الوقوف عنده إلى اتخاذ زعاماته الضالة والمضلة مشايخ، لا لأهداف دينية تعبدية محضة، وإنما لأهداف تتمثل في صرف الشباب عن الاتجاه إلى الإسلام السليم الحق! والزج به في عالم من الوهم والخرافة، بحيث تضمن الأحزاب العلمانية التمكن من زمام الأمور في البلد، فتكون بعملها قامت بخدمتين: خدمة تعود عليها بالنفع! وخدمة تعود به على النظام الذي تريد تغليب الجانب العلماني في بنيته على الجانب الديني! خاصة وأن حاكمنا الأول رئيس دولة وطنية مدنية علمانية. وهو في الوقت ذاته أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين. وما وعته الأحزاب العلمانية من كون إضعاف الإسلام الحقيقي يخدمها، وعاه النظام والاستكبار العالمي! فكان التواطؤ المسكوت عنه بين الأحزاب والنظام وخصوم الإسلام من الأجانب عنه، موضوع الساعة الذي تم ويتم التركيز عليه إلى حدود كتابة هذه السطور! وهو تواطؤ خطره لا يمكن إبعاده أو القضاء عليه إلا بانتهاج نهج يربط أي نهضة عندنا بالإقبال على إنجاز عمليتين هامتين: إحياء السنن، وإماتة البدع. فبإحياء الأولى وبإماتة الثانية ينطلق تجديد الدين من منطلق سليم. وبالتالي يصبح الانخراط في النهضة – كما نتصورها – أمرا غير بعيد التحقيق. أما أن تظل البدع سائدة مؤيدة من الحكام والأحزاب والمستكبرين من غير ذوي بجدتنا، فمعناه تواطؤ أطراف عدة لهدم الإسلام! ويستغرب أن يكون ضمن المتواطئين من يدعون أن مرجعيتهم إسلامية، دون أن يدركوا بالتحديد معنى هذه المرجعية! من أين تبتدأ وأين تنتهي؟ فبحكم علاقتي الطيبة بالراحل عبد الكريم الخطيب. وبحكم تدخلي شخصيا عنده لفائدة التحاق عبد الإله بنكيران وبعض رفاقه بالحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، وبحكم علاقتي بمحمد الخالدي مؤسس حزب النهضة والفضيلة، فإن هذا الأخير قد اتصل بي للمساهمة في تأسيسه ففعلت، فكان أن حضرت عدة اجتماعات حزبية، وفي إحداها تساءل الرجل عما هي المرجعية الإسلامية؟ واستغربت أن يكون – وهو يدعي أن الإسلام قوام حزبه – كيف يتساءل عن ماهية هذا القوام! فما كان مني غير التدخل لتحمل مسؤولية الإجابة على السؤال المطروح، فحملت إجابتي معي إلى الاجتماع الذي عقد لثلاثة أيام في مدينة الجديدة. وبما أنني أربط النهضة بتجديد الدين – وهذا هو منطق الأشياء – ما دام هو عمدة الحزب الوليد. فقد هاجمت الظلاميين بشدة، وأحدهم حاضر معنا، فاشتد الجدال بعض الشيء، ووجهت أكثر من سؤال إلى المجادل الطرقي الذي يحظى بعطف الخالدي، رغبة منه في توظيفه لجعله طعما كي تلتحق أعداد من المريدين الذين هم على طريقة جد الطرقي المذكور قبله، فأدركت أن الخالدي ممن يناصرون الفكر الظلامي أملا في اتخاذه مطية للوصول إلى أهداف سياسية! وكنت في بداية الحزب – وأنا ممتلئ حماسة – أرغب في بلورة تصور للدين يجعل الحزب بعيدا عن تصور دعاة اعتماد المرجعية الإسلامية عندنا بالمغرب على وجه التحديد. فخطرت ببالي فكرة النهضة وضرورة ارتباطها بالإسلام الحق، وانفصالها وابتعادها عن ديننا المحرف المشوه! فأقبلت على تأليف كتاب "عرقلة الفكر الظلامي الديني للنهضة المغربية" على أمل أن يتبناه الحزب الذي لم يبلغ بعد سن الرشد! وعلى أمل أن يستفيد منه كرافعة من روافع مرجعيته المقترحة! مؤداها أن بناء الدولة الإسلامية المعاصرة يستدعي أولا تجديد الدين، وأن هذا التجديد لا يقوم ولن يقوم إلا على الهدم، والهدم لا يتم إلا بتجسيم ما لا بد من هدمه، وما لا بد من هدمه، لا يقوم بدون معرفته على حقيقته، فكنت ولا زلت أتذرع بهذين السؤالين لمن يرغب في مناقشتي أو من أرغب أنا في مناقشته: ما الأفضل في الدين: قول الرسول وفعله وتقريره؟ أم قول وفعل وتقرير غيره فيه؟ فإن أجاب محاوري بالإثبات – كما هو متوقع منه، ومن كل مسلم كبير أو صغير في العالم برمته – قلت له: هل كان ص يؤدي الأذكار على هيأة الاجتماع وهو يرقص بحثا عن مسمى الأحوال "الصناعية" لا الأحوال التلقائية؟ وهل كان يذكر ربه بالاسم المفرد "الله الله" وبالضمير الغائب "هو هو"؟ ثم إنني تعمدت استعمال صيغة الفكر الظلامي الديني حتى يقع التشويش مكثفا على من ينعت الإسلاميين بالظلاميين! وينعت ما يحملونها من أفكار بالفكر الظلامي؟ بحيث إن الراغبين في إعادة الكرة على استعمال العبارتين مجتمعتين أو متفرقتين، ملزمون بتوضيح أي الظلاميين يقصدون؟ وأية الظلاميات يعنون؟ وكان أن كتبت جريدة مغربية عن كتابي الذي يدور حوله كلامي تقول: "كتاب قد يثير الكثير من النقع! لا يعجب الحكومة! ولا وزارة الأوقاف! ولا الأحزاب السياسية! ولا الجماعات الإسلامية! إلا أن الجريدة توقفت عند حد نشرها لثلاث حلقات، ولما استفسرت مديرها وجها لوجه – وهو صديقي منذ عام 1963م ونحن طلاب – تهرب من الرد؟ ثم أدركت لاحقا كيف أنني بالفعل خصم لكل الجهات التي حددتها جريدته. إنما دون أن أتوقع أن أكون خصما له ما دام – على ما أعتقد – قد تعرض إما للإغواء وإما للتهديد! مع جهلي لمصدر كل منهما أو واحد منهما على وجه الدقة!!! إنني إذن خصم لدود للفرق الصوفية الضلالية بكاملها – وهي المحظية المحروسة من طرف الدولة – كما أنني خصم للأحزاب العلمانية، ولأخرى تدعي الاستناد إلى الدين كمرجعية ولا سواها! فأنا إذن وحدي في المعمعة أواجه جحافل من الخصوم المدججين بسلاح السلطة والإعلام الرسمي وغير الرسمي! وأملي وجود مساهمين معي في المعركة ضد الظلام والضلال الدينيين من جهة، وضد الظلام والضلال العلمانيين من جهة ثانية. تجسد هذان في أحزاب تصرح بعلمانيتها في وضح النهار، أو تجسد في أخرى تخفي علمانيتها متظاهرة بأنها إنما تدافع عن الدين وعلى أساسه وبوحي منه وبإيعاز منه تتحرك وتبني أفكارها وممارساتها السياسية اليومية والليلية على حد سواء! ..... الحلقة الثانية
إن كانت الأحزاب اليمينية على نهج الاستقلاليين من حيث تعاملهم مع الفكر الظلامي تسير، فهل نتوقع منها احتجاجات واستنكارات صارمة على استمرار الضلاليات المعيقة لتقدمنا من ناحية، والمعينة على تفشي الجهل والغباوة من ناحية ثانية؟ فهل نتوقع منها فعلا يوما ما تلك الاحتجاجات التي لا شك عندنا بأنها لا تملك الشجاعة المطلوبة للقيام بها! إما لأنها تضرب ألف حساب وحساب لغضبة النظام وسطوته! إن هي دعت الجماهير إلى قطع كل صلة لها بأصنام خطرها على الإيمان والعمل في المجالين: الديني والتربوي خطر قائم! وإما لأنها لا تدرك حقيقة الفكر الظلامي وخطورته! وإما لاعتقادها الراسخ بأن الضلاليات البدعية من تجليات الدين الحق الموروثة في الواقع أبا عن جد! وإما لأنها تدرك خطر الخرافات المنسوبة فعلا إلى الدين، ولكنها غير راغبة في التضحية بما نالته، وبما تتوقع نيله من مكاسب أو من مصالح مادية ومعنوية!!! ثم نضيف متسائلين: أو لم يكن لهذه الأحزاب وزراء ومدراء الدواوين وكتاب الدولة في الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال حتى الآن؟ أو لم تسند إلى عناصرها وزارة الأوقاف والداخلية والإعلام، والثقافة والتعليم، وهي كلها وزارات لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالفكر الظلامي الذي كان علينا منذ فجر الاستقلال واجب قطع دابره؟ أو واجب القضاء عليه؟ والحال أن الغربيين قطعوا إلى حد بعيد صلتهم ب"الكهنوت" الذي كان يجسد عندهم أوهام وظلاميات وأكاذيب وضلاليات الرهبان والقسيسين والأساقفة والكهنة ورجال الإكليروس والبابوات في العصور الوسطى؟ ثم ماذا عن أحزاب اليسار الذين يتحدثون بكثير من الاعتزاز عن "الحداثة" و"العصرنة" و"التقدمية" و"العقلانية" وذلك في مقابل "الرجعية" و"التخلف" و"الخرافة" و"الوهم"، وبالتالي في العقدين الأخيرين عن "الفكر الظلامي الديني" الذي يقصدون به غير ما نقصد به نحن؟ أو لا تتشكل طليعة هذه الأحزاب من مثقفين متفتحين أذكياء عقلانيين مرموقين؟ أو ليس من ضمن هؤلاء المثقفين علماء وصحفيون وفلاسفة ومتفلسفون وأطباء وصيادلة وأساتذة ومعلمون، ورؤساء الجمعيات والهيئات وقادة أحزاب، وعمداء الكليات والجامعات؟ إن كانت الإجابة بالإثبات، فهل يقبل المهمومون بإحراز النصيب الأوفر من الحداثة والوعي والثقافة المتقدمة الراقية أن تكون لدينا بؤر للظلام الذي يجعل الدهماء من فرط جهلها تذهب بفلذات أكبادها المصابين بأمراض نفسية أو عقلية ما إلى المسمى "بويا عمر" لتربطهم بالسلاسل هناك في انتظار الشفاء؟ والدولة ترى وتراقب وتبارك! وكأنها سعيدة بمشاركتها في تعميم المزيد من الفكر الظلامي! وفي تعميم المزيد من الجهل بالدين وغيره! بل وفي الإساءة إلى الإسلام كله عن قصد! أو ليس من العار أن تساهم الأحزاب اليمينية واليسارية جميعها في نشر الجهل المركب لدى المواطنين في المدن والقرى، مشاركة بذلك النظام الذي نعرف مدى استفادته من انتشار الفكر الظلامي وتعميمه وتشجيعه وترسيخ جذوره في الوجدان المغربي؟ أو لا يصح القول بأنها متواطئة معه. إن لم نقل بأنها مدعمة ومساندة له؟ دون أن تجني هي من وراء سكوتها عنه نفس ما يجنيه! بغض النظر عن ثمن سكوتها هذا المتمثل في المصالح التي تحرص على عدم فقدانها أو الحرمان منها؟ مما يؤكد بأنها كعلماء السوء الذين يشترون الحياة الدنيا بالآخرة! أو الذين يبيعون – إن شئنا – آخرتهم بدنيا الآخرين! مع أنه تعالى يقول: "إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم"! (سورة آل عمران: 76.) نعم لدعم النظام لأننا كمواطنين جزء منه، لكن دعمنا له ودعمه لنا يجب أن يكون بالمعروف لا بالمناكر! مما يفيد بأن الإسلام لم يترك للمواطنين حرية القيام بكل ما يريدون! كما أنه لم يترك للحكام حرية القيام بكل ما يحلو لهم القيام به! فالمواطنون مدعوون صراحة بنصوص قرآنية وحديثية إلى حماية الدين والدفاع عنه والعمل به. ونفس الشيء يجري على الحكام الذين هم في الحقيقة قدوة للمحكومين إن صح هذا التعبير! وماذا عن الأحزاب والتيارات والاتجاهات الإسلامية؟ أو ليس من واجبها – وفي صفوفها علماء – أن تتصدر المناداة بوجوب تطهير الملة والدين من ظلاميات، زعماؤها ومشايخها عاكفون ليل نهار على الاشتغال بالمبتدعات! وعلى أكل أموال الناس بالباطل! مع صدهم لملايين المغاربة بالتحديد عن سبيل الله المستقيم ممثلا تطبيقيا في المنهاج النبوي الحقيقي الذي هو سنته، لا في المنهاج الصوفي الضلالي المزيف المبتدع؟ وإلا فهل وصل إلى علم أي كان بأن ديننا أباح بناء الأضرحة ورفع القباب عليها، والذبح عندها، والتوسل بأصحابها وكأنهم في قبورهم أحياء يسمعون ويتكلمون ويقضون حوائج من يتقدم إليهم بطلب قضائها، ويرسلون السماء مدرارا على من توسلوا إليهم بتقديم قربان عندما يصابون بالجفاف أو بالقحط؟ أو ليس الساكتون عن الضلاليات والظلاميات التي عمت بلدنا من أدناه إلى أقصاه، من جملة المساهمين في الإساءة إلى الدين؟ ثم متى أمر الله ورسوله بتأسيس الزوايا أو التكايا كتجسيد للتفرقة بين المؤمنين! أو كتقليد أعمى للأديرة لدى المسيحيين الذين تعلمنا منهم – مخالفين لتوجيهات نبينا – كثيرا من الطقوس كالرهبنة والدعاء والذكر الجماعي وقراءة القرآن نفسه جماعة كأفضل ذكر؟ أو لا يدرك الإسلاميون بعد – والأطفال المتعلمون يدركون – كيف أن قول الرسول وفعله وتقريره في الدين، أفضل من قول، ومن فعل، ومن تقرير غيره؟ أو لا يدركون بأنه ص لم يعقد ولو مرة واحدة حلقات للذكر الجماعي مع الشطح المصاحب المرافق له أثناء ترديد الشاطحين لاسم الجلالة "الله" أو حتى لترديد "هو هو" كضمير غائب لا معنى له، ولا فائدة ترجى من ورائه؟ أو لا يدركون بأنه ص لم يكن يقرأ القرآن جماعة مع أصحابه في أي وقت من الأوقات؟ لنترك الضلاليين والظلاميين من الجماعات الدينية المتمثلة عندنا في أكثر من فرقة صوفية كالحمدوشية، والعيساوية، والدرقاوية، والتجانية، والكتانية، والبودشيشية، وهي كلها فرق فاسدة مفسدة. ولنترك معها من تخرجوا من مدارسها مفتخرين مبتهجين بما أدركوه من حق يعتقدون أن غيرهم من المسلمين لا يتوفر عليه!
المصدر: محمد وراضي
|
|
4206 |
|
0 |
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|
|
|
|
|