بوحدو التودغي
طردت السلطات المالية ستة عناصر من البوليساريو، يوم الثلاثاء 18 فبراير 2014، وذلك بعد اكتشاف مخططهم الدنيء الرامي إلى التشويش على الزيارة الملكية التي يقوم بها جلالته للمرة الثانية في أقل من سنة إلى مالي والكوت ديفوار وغينيا كوناكري، والغابون، بعد جولة مماثلة في مارس 2013..
وقد حبك افراد العصابة مخططا جهنميا، حيث قدموا إلى مالي قبل اسبوع من الزيارة الملكية واقاموا بداية الامر، في فندق من ثلاث نجوم، وسجلوا انفسهم بصفتهم مواطنين جزائريين، وصرحوا انهم اعضاء في منظمة غير حكومية تدعى "تعاون"، التي تعنى بمساعدة الاشخاص المعوزين..
وقام الستة، حسب ما اورده الموقع الالكتروني المالي " Maliweb.net"، باكتراء سيارتين خاصتين، وبعد لقائهم بمسؤول حقوقي قام المكلف بالوفد بجمع معلومات حول واقع حقوق الانسان بمالي وكذا الفئات المهمشة والفقيرة بالبلاد، بعد ذلك تمت مراقبة هؤلاء الحقوقيين المزورين من طرف الاجهزة الامنية المالية، وبعد ثلاثة ايام فقط من وصولهم إلى باماكو تم اكتشاف امرهم ومخططهم الرامي إلى إفشال الزيارة الملكية لهذا البلد الافريقي الشقيق..
وبما ان هؤلاء الزوار لم يشكوا في اي لحظة في المراقبة اللصيقة التي ضُربت عليهم، فقد غيروا "ثيابهم" وتقدموا بصفتهم مسؤولين في منظمة غير حكومية تهدف إلى ترسيخ العلاقات بين الجمهورية الصحراوية الوهمية ومالي..
ومضى هؤلاء بعيدا في مخططهم حيث طلبوا لقاء مستشار بوزارة الخارجية المالية، الذي فطن بمخطط الانفصاليين فابلغ عنهم السلطات المعنية التي قامت بإعطاء اوامرها لطرد هذا الوفد المزعج..
وقد تم طرد العناصر الستة بعد ان تكلفت سفارة الجزائر بتأدية ما بذمتهم من ديون لدى الفندق الذي نزلوا فيه، وكذا ثمن تذاكر الطائرة التي اقلتهم إلى الجزائر العاصمة، ليكتشف الكل من كان يقف وراء هذه المحاولة الفاشلة..
ويتضح من خلال هذه الفعلة الشنيعة ان الجزائر فضلا عن مناوئتها لوحدة المغرب الترابية فهي لا تترك اي مناسبة تمر لتعكير صفو علاقات المغرب مع باقي الدول، وخاصة بعد ان اتضح للمنتظم الدولي ان المملكة تحظى باحترام لدى الدول الافريقية جنوب الصحراء وفي الساحل، وهو ما تجسده التحركات الدبلوماسية المغربية مؤخرا والتي افضت إلى إخماد مجموعة من بؤر التوتر الافريقية والمساهمة في وضع حد للنزاع المالي، وهو ما تؤكده زيارة الملك للمرة الثانية في أقل من سنة إلى مالي والكوت ديفوار وغينيا كوناكري، والغابون، بعد جولة مماثلة في مارس 2013..
كما ان هذه الفعلة تكشف ان حكام الجزائر قد اصيبوا برُهاب فظيع بعد الانتصارات الدبلوماسية المغربية الاخيرة وفشل الجزائر في حل مجموعة من الازمات التي تدخلت فيها، ولا ادلّ على ذلك من رفض الحركة الوطنية لتحرير ازواد للوساطة الجزائرية ولجوء زعمائها إلى المغرب لطلب تدخله في حل نزاعهم مع الحكومة المالية، وذلك لما يحظى به المغرب وجلالة الملك من احترام دولي وافريقي ..