أضيف في 20 فبراير 2014 الساعة 54 : 08
حين لا نملك شيئا لا يبقى أمامنا إلا أن نثور أن نحلم بإمتلاك الكل و نفرط في ذلك , إن هذيان العامة يولد الأحداث , فالتغيير هو إرادة حشد من العاهات ,عالما أقل واقعية مما هم فيه ..... إيميل سيوران. لماذا لم أومن يوما بعشرين فبراير أو بقدرتها على التغيير أو برسالتها النبيلة أو بأنها أملنا في عالم أقل بؤسا مما نحن فيه , لأنني كنت من مؤسيسيها وممن عايشوها تكبر وتتوسع ,وممن مثلوها أحسن تمثيل في عدة مواقف حاسمة في تاريخ المغرب (تعديل الدستور مثلا ). و ممن انتقدوها من داخلها عندما تقاسمها الإسلاميون ,واليساريون في زواج متعة ولم يتركوا منها للشعب شيئا , وكرهتها عندما لطخ مناضلوها شرف الحركة بمنيهم في مقرات أجتماعاتهم البئيسة , لكنني أشفقت عليها عندما إختفت إنذثرت ,وتهاوت وعاد منواضلوها لما كانوا عليه ثرتراثهم ...وأحلامهم .....وقضاياهم ...وبصاقهم ....ونميمتهم على رفيقاتهم في النضال . في البدء كان رشيد عنتيد , وحده كان صاحب الحلم وصاحب الفكرة وصاحب الخطوة الأولى ,كان كيدوي لينا على نديرو شي حاجة نهرسو بيها الروتين والملل و نحاربوا بيها قلة مايدار ونقدروا نصوروا منها صريف ايلى صدقات. كنا نحن مستغرقون في فشلنا لا نستفيق الى للعب البارتشي في مقهى النجمة , نرد عليه بأن الأمور بيخير فالمغرب ,وماغادي يوقع والو والناس كيحبوا الملك , وهو كيبادلهم الحب و بيخير , و فعلها رشيد عنتيد فتح الكروب فالفايس ,وبدا خدام وأدخل معه نوفل الشعرة الذي كان عاطلا عن العمل ويعيش أبئس فترات عمره, ومحمد العلمي الذي مقبلوهش فالماستر لي بغا يدير ,وكان كيعيش سنة بيضاء بلا عمل و كنت أنا بدون عمل أيضا , لكن رشيد عنتيد كان أكثرنا بؤسا أنذاك وأكثرنا أملا أيضا , كانوا جراو عليه من الخدمة ,وجراو عليه من الدار وكيعيش مقودة عليه تقريبا متشرد و كان قد تشرد حقا كما يحكي هو ذلك , كان خاصنا غي ما نديرو باش نهرسوا روتين حياتنا البئيسة تلك المكررة كل يوم , اجتماع الفاشلين ذاك أعطى حركة يعتبرها البعض غيرت الساحة السياسية في المغرب , ويعتبرها أضخم تظاهرة للمصاحبة عرفها المغرب الحديث ,وأثرى برنامج لنهاية الأسبوع , ثورة الويكاند المغدورة تلك لم تكن إلا مغامرة فاشلين لكسر روتين حياتهم لكن الكثير من العاهات المجتمعية اعتبروها المخلص الوحيد لإنعدام قيمتهم , و اعتبرها الآخرون أفضل مطية للتسلق. جاء اليوم الموعود الذي لم يكن في الأصل 20 فبراير بل 27 و بعد أن نبهنا رشيد نيني لتزامنه مع شي تخربيقة ديال البوليزاريو , كان أول تنازل ل20 فبراير قبل ميلادها ,واظطرت لتقديم الثورة سبعة أيام قبل الميعاد كانت كافية لخلق خلل في وضع أسسها الفكرية في إعتصار اسهالي لأحلام شيخ العدل والإحسان, و إستمنائات اليسار الراديكالي , وكان الموعد حيث نزل مناضلونا الأشواس لتغيير الواقع عبر ساعات من الضجيج معدودة, انصرفوا بعدها ليبدأ الحدث الحقيقي الذي أكد للعالم أجمع أننا معندناش مع الثورات, وإنما فقط مع خلق أولترات جماهير كرة القدم , فعلى خلاف الرباط و الدار البيضاء التي نزل مناضلوها بكاميراتهم و بورطابلاتهم لغرض واحد فقط هو تبادل الصور على الفايسبوك بالعشية. وملاحقة الصحفيين الأجانب للمحافضة على صدارة المشهد , في ما تبقى من أيام الثورة وضمانها لما بعد نجاحها. الحدث الحقيقي كان في المدن الصغرى ,أعداد أكبر من الكادحين البؤساء وقليل من الأوصياء المفترضين, والكثير من الصخب و التوق للتخريب , لكن للأسف لم ينزل الشعب يوما في الساحة و لن ينزل . بعدها أصبح لعشرين فبراير شهدائها ,وقياديوها متمركزون على صفحات الجرائد و بين كراسي البيران , كيتسابقون للصور و لإعطاء التصريحات كل واحد فيهم كيعتابر راسوة هو الثورة ,وهو عشرين فبراير وفين ما إرتكب شي واحد فيهم شي جريمة كيقوليك المخزن لفقليه مونتيف لكي يخرص صوته , واش المخزن حمق ليخرص صوتا غير مسموع أصلا , آشمن تهديد كيشكل واحد بحال أسامة الخليفي مثلا للبلاد , و مع ذلك كاين لي كيحلم مسكين و كيتمادى فالحلم و كيبدى يتخايل راسو أنه ورفاقه يشكلون تهديدا للمخزن, و كما حال من يتبنون القضايا الكبرى فإنهم يكرسون كل حياتهم لها. عشرين فبراير كانت مجرد تخربيقة قاديناها غي من أجل شوية ديال الأكشن و بنادم تيقها و آمن بها لكن حتى وان فشلت في قلب النظام, فإنها على الأقل كانت سببا في زيجات وعلاقات من كانوا يناضلون لأهداف مهبلية.
محمد سقراط كود
|