ذكرت وكالة الأنباء الأرجنتينية الرسمية (تيلام)، أمس الثلاثاء، أن مخيمات تيندوف كانت مؤخرا مسرحا لقمع عنيف من قبل ميليشيات "البوليساريو" وقوات الأمن الجزائرية استهدف بالخصوص أبناء قبيلة الركيبات السواعد.
وأضافت الوكالة أنه ردا على هذا القمع العنيف، وجهت قبيلة الركيبات السواعد نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دعته فيه إلى التدخل من أجل "وضع حد للخروقات والتجاوزات المقترفة من طرف ميليشيات البوليساريو وقوات الأمن الجزائرية "ضد المتظاهرين في مخيمات تيندوف (جنوب غرب الجزائر) حيث يحتجز الإنفصاليون الآلاف من أبناء الصحراء ويمنعونهم من مغادرة المخيمات.
وأوضحت الوكالة أنه تنديدا منهم بظروف عيشهم البئيسة وبالتضييق على حرية التنقل والتعبير والتجاوزات التي تستهدفهم باستمرار، قام سكان المخيمات بحركة احتجاجية قوبلت بقمع شديد مذكرة بأنه سبق للمحتجين أن نظموا وقفة سلمية أمام مكتب المندوبية السامية للأمم المتحدة للاجئين بتيندوف قوبلت بدورها بعنف شديد.
وأشارت الوكالة إلى أن شيوخ قبيلة الركيبات السواعد أعربوا، في بلاغ أصدروه بمدينة العيون، عن إدانتهم الشديدة ل" التدخل الهمجي لميليشيات البوليساريو وقوات الأمن الجزائرية ضد الشباب والنساء وبالخصوص أبناء قبيلة الركيبات السواعد الذين شاركوا في هذه الوقفة السلمية".
ولاحظت الوكالة أنه نظرا لخطورتها فقد استأثرت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مخيمات تيندوف باهتمام الصحافة الدولية مذكرة في هذا الصدد بأن مجلة "لوكوريي ستراتيجيك" الفرنسية، المتخصصة في القضايا الاستراتيجية، كانت قد أشارت إلى جو الحصار الذي تعيشه المخيمات، مؤكدة أن العنف الشديد الذي مارسته ميليشيات" البوليساريو" كان يهدف إلى خنق الحركة الاحتجاجية على بعد أيام من موعد وصول كريستوفر روس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء.
وحسب "لوكوريي ستراتيجيك" فإن المتظاهرين كانوا يطالبون بالتحقيق في المعاملات السيئة التي تعرض لها مدنيون قبل أيام على يد عسكريين من "البوليساريو" موضحة أن هذه المظاهرة، التي شارك فيها نساء وأطفال، تم قمعها بعنف من طرف قوات أمن "البوليساريو" التي كانت تحرص على "عدم ظهور مزيد من أجواء التوتر داخل المخيمات".
وذكرت الوكالة في هذا السياق بالمعلومات التي أوردتها مؤخرا وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) والتي أشارت إلى "ارتباطات" بين "البوليساريو" وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وكذا بكون الأمين العام للبوليساريو محمد عبد العزيز ،الذي يتولى هذا المنصب منذ أربعين سنة ، ينتمي هو الآخر إلى قبيلة الركيبات السواعد التي تعرض أبناؤها المحتجزون في تيندوف لقمع عنيف.