رشيد بغا.
مازال فقهاء الظلام والعودة إلى الكهوف يتربصون بمشروع المجتمع الحداثي الديمقراطي للمغرب، ولا يتركون فرصة تمر إلا وأخرجوا رؤوسهم من بين الكتب الصفراء التي أكلتها الأرضة، ليطلقوا سمومهم، في محاولة إلى شدنا جميعا إلى الخلف القروسطي، باسم القدسي والفقه المتحجر، حيث سجلنا أنه بعد "الوهابي" وزعيم الاخوان "الماسونيين" بقطر الريسوني جاء الدور على الفقيه المتشدد النهاري حين" استغرب من السرعة التي تم بها التشطيب على الكولونيل الذي رفض مصافحة زينب العدوي ، الوالي الجديد الغرب الشراردة بني احسن ،واعتبر ذلك ظلما بينا من جميع النواحي"
كعادته، أصرّ الفقيه ومن اتبع ملّته على تحقير المرأة، والتعبير عن الكراهية والعنصرية، باسم الشريعة السماوية وهي براء مما يدّعون، وذهب ابعد في تحقير السلطة ورموزها في شخص امرأة ونزع هبتها وشرعيتها الوضعية والسماوية، باسم ما يراه هو شرعا ونراه نحن كابحا لتقدم مجتمعنا، وأيضا محاولة خدش مجاني لصورة الإسلام المتفتح السمح، الذي يتباهى به المغاربة أمام الأمم ويعيشون على هديه مدة 12 قرنا، لان تعيين الوالي زينب العدوي، تمّ شرعيا ودستوريا... وبما اتفقت حوله الأمة في دستورها الجديد برضا من الله والأمة(..)
إذا كان هناك من ظلم فهو ما فاه به النهاري، لأنه رأى قرار التشطيب على الكولونيل "ظلما" وأوقف عقارب التاريخ القانونية والإجرائية، لأنه اعتمد منطق "ويل للمصلين".
إن رفض الكولونيل مصافحة والي الجهة المعينة بظهير شريف صادر عن إمارة المؤمنين، هو عصيان لأوامر قادته المباشرين من جهة، ومن جهة أخرى هو إخلال بالقوانين المنظمة للعمل في القوات المساعدة بالمغرب، ناهيك عن ارتكاب جريمة التحريض على الكراهية والعنصرية باسم الدين والنوع كما هو منصوص عليها في القوانين المغربية.
وفي نهاية كلّ مطاف التدجيل الفقهي والشعوذة الدينية، لربع فقيه فقط المدعو(النهاري) بينما الصحيح هو "الظلامي" ندق في أدنيه وبصوت عال: المغرب ليس قبيلة، أو إقطاعية من الجاهلية، كما تريد أن تراها، ولن تكون كذلك مها نظرت إليه بأرنبة أنفك: فهو دولة المؤسسات، وأمام الكولونيل المتشدد اللجوء إلى المحكمة الإدارية للطعن ككلّ المغاربة في قرار رآه جائر صدر عن رئيسه المباشر