دابا ولّينا فالتبرهيش ديال بصّح، وولّينا فلعب الدراري، واللي بغا يسمّي هاد الموقف، أو هاد الوصف، بأنه مخزني نقصّرو عليه الطريق، وما ندخلوش كاع معاه فالتحليل والنقاش والكلمة بالكلمة: أسيدي موقف مخزني، واللي ما عجبو حال يمشي يخبط راسو مع الحيط.
قاليك إسقاط النظام. رباعة من المراهقين السياسيين اجتمعوا في طنجة ليرفعوا هذا الشعار. أقول رباعة ليس من باب الوصف القدحي، وإنما فقط بقصد التنبيه إلى أن الناس كيهضرو باسم الشعب، مع العلم أنه يلا مشا واحد منهم ترشح فالانتخابات ما يجيب حتى صوت، لأنه ما غاديش يصوت حتى على راسو.
زيادة على التبرهيش ولعب الدراري، مثل هذه الشعارات هي أرفع أنواع الضصارة وقليان السم الخاوي، بل هي العربدة السياسية: زعما عارفينكم ما تقدروش تشدونا ولا تحاكمونا غادي نزيدو فالبسالة، مع أن رفع مثل هذا الشعار، في حد ذاته، دليل على أن أصحاب الأفواه المفتوحة ينعمون بقدر من الحرية يخشون الاعتراف به.
مثل هذه الشعارات تثير الشفقة على أصحابها. لو كانوا أصحاب موقف سياسي، وبديل سياسي، نقولو ما عليهش، السياسة هي هادي، لا مكان فيها للإجماع بمفهومه الرقمي ديال 100 فالمائة، ولأقليات الأقلية الحق في التعبير، كما نصبو إلى ذلك، إنما حين يتعلق الأمر بأشخاص لا يحفظون غير أرشيف الفكر السياسي فالأمر يستحق فعلا الوقوف، خصوصا حين يتحدث هؤلاء باسم الشعب، بحال يلا هاد الشعب داير ليهم توكيل وما عندوش الفم باش يدوي.
التحليل في هذه الحالة بسيط جدا: هناك جماعة من مكابيت السياسة، لا تعرف شيئا غير كيف كان يأكل ماركس ويمشط لحيته، وتردد، مثل سرب ببغاوات (واخا الببغاوات محال واش كيتجمعو)، ما حفظته في الجامعة، ويلا خرجتي ليهم من المقرر يتلفو، ويلا جيتي معاهم للتغيير يجبدو ليك الكولخوزات والصراع الطبقي.
هم من النوع الذي لا يحفظ غير عبارات: نقطة نظام، وتحية نضالية، ويستعملونها في حلقيات النقاش، وعلى جلسات السهر، وحتى على قصرية الكسكس، إنما عطاتهم الوقت حتى ولاو قادرين يحلو فمهم بهذه الطريقة، بحال يلا حنا حيوانات ماشي شعب، الله يعطيني وجوهكم.
إنهم يتنفسون هواء الحرية، وهذا حقهم الكوني، وهذه ضريبة الاختيار، إنما عليهم أن يستوعبوا أن للشعب أفواه، وأن اللي بغا يطيّح شي حاجة يهضر بسميتو، باش ما يطيّحش الباطل على عباد الله.
الحاصول راكم كتقلّبو على خزيت، البوليس عاطيكم التيقار، ولكن الشعب محال واش يسكت ليكم.
قاليك إسقاط النظام… الله ينعل اللي ما يحشم.
تشاو تشاو…