تشحذ جماعة العدل والإحسان «الهمم» لضرب استقرار الدولة. وتبحث بين القش عما يروع المغاربة الآمنين. ليس من العبث، ولا من قبيل الصدفة، أن تخصص الجماعة على موقعها الإلكتروني، مقالات جامعة مانعة عن التعليم في بلادنا، فهي «تسخينات» تتزامن مع حملة «فيسبوكية» تحمل دعوة افتراضية إلى التظاهر يوم 18 أكتوبر المقبل بالثانويات، قصد المطالبة بتحسين جودة التعليم وصرف المنح للمعوزين.
قراءة بيان التظاهر تكشف المستور، وتميط اللثام عن مؤامرة جديدة للجماعة. فبعد أن فقدت زمام الأمور داخل حركة 20 فبراير، التفتت إلى المؤسسات التعليمية تمني النفس بتكرار مشهد 23 مارس 1965، رغم أنه لا قياس مع وجود الفارق، لأن النضال حينها كان له ثمن: السجن والاعتقال والاختطاف، كما كان للنضال معنى إذ كان يدافع عن قيم الحرية والديمقراطية، وليس بغرض التأجيج والتصعيد للتفاوض تحت الطاولة، كما تفعل الجماعة الياسينية مع الدولة، ومع الأمريكان حتى..
صياغة بيان التظاهر لا تخلو من خطاب ديني تحريضي غير نصوح، يستلهم الأفكار من نهج «الإسلام أو الطوفان» كما تبنته الجماعة منذ بداياتها، وبذلك جاءت مقالات الجماعة حول المنظومة التعليمية منسجمة مع بيان التلاميذ الافتراضيين، في الصياغة والحمولة والتوقيت، لتنكشف الرسائل المشفرة لطرف واحد، يتعدد على سبيل التمويه.
إن رغبة العدل والإحسان في تأجيج الوضع، قائمة منذ ركبت موجهة 20 فبراير، وهي بذلك تسعى إلى الزج بالمغرب في أتون الصراع الاجتماعي، وهنا تقع مسؤولية الدولة في حماية التلاميذ، أولا، من الفكر المتطرف، والمؤسسات التعليمية، ثانيا، من تجار الحقد والكراهية ضد الوطن.
من واجبنا أن ندق ناقوس الخطر، لأن الوطن الذي يزايدون على استقراره، نعيش فيه نحن، ولأن التلاميذ الذين يريدون أن يجعلوا منهم وقودا لإشعال فتيل المواجهة بين الجماعة والدولة، أبناؤنا نحن، لا نقبل على أنفسنا أن يتحولوا إلى رهائن لدى حسابات جماعة العدل والإحسان.
إنه اللعب بالنار، الذي لا يفرق بين الصالح والطالح، لأنه يأتي على كل شيء، فقد توارى المد العاطفي مع ما يجري داخل المحيط الإقليمي للمغرب، من ثورات واحتجاجات. وبعد أن انتصر منطق الإصلاح على منطق التأجيج، تراهن الجماعة على تصعيد الوضع داخل المؤسسات التعليمية. الفتنة نائمة، لعن الله من يوقظها.