انتهت ندوة نظمتها مؤخرا بكوبنهاغن، الجمعية الدنماركية للأمم المتحدة "دانيش أونا" وجامعة ميتروبوليتان لدعم الجزائر ومواقف الجزائر و"البوليساريو" إلى الفشل، بفضل تدخل فاعلين جمعويين صحراويين لفضح مزاعم الجزائر و "البوليساريو"، الذين يصرون على رفض الدخول في مفاوضات جادة بهدف إطالة هذا النزاع المفتعل، وبالتالي إطالة أمد الجحيم الذي تعيشه الساكنة الصحراوية، المحتجزة قسرا في مخيمات بمنطقة تندوف على التراب الجزائري.

وتناول لحسن مهراوي عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، والمتحدث الرسمي باسم جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا وشيباتا مربيه ربو ماء العينين (فاعل جمعوي)، الكلمة خلال هذا اللقاء، حيث شددا، في هذا السياق، على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تشكل أفضل أساس لهذه المفاوضات، وتقدم حلا مربحا للطرفين، سيمكن الصحراويين من تدبير شؤونهم بأنفسهم تحت السيادة المغربية، وبالتالي سيسهم في وضع حد للجحيم الذي تعيشه الساكنة الصحراوية بمخيمات تندوف، وتفعيل اتحاد المغرب العربي باعتباره خيارا استراتيجيا يفرضه الواقع الدولي الجديد

وأثار الفاعلان الجمعويان، خلال هذه الندوة، التي عرفت مشاركة 150 شخصا،أمام المشاركين في هذا اللقاء، مسألة استغلال بعض الأطراف لقضية حقوق الإنسان في الصحراء لأغراض سياسية. وأوردا في هذا الخصوص حالة مركز (كينيدي)، الذي يرفض حتى الآن، بحسبهم، الرد على رسالة مفتوحة وجهتها جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا بشأن ادعاءاته بشأن وضعية حقوق الإنسان في الصحراء.

وقدم المتدخلان للحضور، عقب ذلك، وثائق وشهادات ورسائل تشهد على مغربية الصحراء، وتشير إلى تقديم السكان الصحراويين بيعتهم للسلاطين المغاربة عبر تاريخ المغرب، مؤكدين أن السيادة المغربية في الصحراء، تم التنصيص عليها في الاتفاقيات و المعاهدات الموقعة بين المغرب والقوى الأجنبية، التي كانت تلجأ دائما لملوك المغرب لحماية أنشطة مواطنيها في الصحراء .

وأشارا ، في هذا الصدد ، إلى الاتفاقيات المبرمة بين المغرب من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى سنة 1786 ، وإنجلترا سنة 1801 واسبانيا سنة 1869.

وسجلا أن الجزائر والبوليساريو، يصران على تجاهل هذه الحقائق التاريخية، ويحاولون إطالة أمد الوضع القائم، وذلك باستخدام أساليب مختلفة من التسويف، وتوظيف مسألة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية، والتشبث بتنظيم استفتاء تخلت عنه الأمم المتحدة منذ بداية سنوات الألفية الثانية.

وفضلا عن ذلك، شدد المتحدثان على أن مغربية الصحراء، حظيت بالفعل باعتراف عدد من كبار المسؤولين الجزائريين، الذين عبروا عن آسفهم لتورط بلادهم في هذه المشكل.

وأشارا في هذا الصدد إلى الرئيس الجزائري الأسبق محمد بوضياف الذي اعتبر أن نزاع الصحراء لا مبرر لوجوده، مؤكدا أن البوليساريو المعادية للمغرب العربي لا ينبغي أن تعول أبدا على المساعدة والدعم الجزائريين.

ودعا الفاعلان الجمعويان المجتمع الدولي الى حمل الجزائر والبوليساريو على الدخول في مفاوضات جدية للتوصل إلى تسوية نهائية لهذا النزاع، الذي يهدد الأمن ليس فقط في المغرب العربي ولكن أيضا في أوروبا ، على أساس مبادرة المغرب للحكم الذاتي التي وصفت بالجدية وذات مصداقية من قبل مجلس الأمن في جميع قراراته منذ عام 2007.

يذكر أن ما يسمى بنزاع الصحراء "الغربية" هو نزاع مفتعل مفروض على المغرب من قبل الجزائر. وتطالب (البوليساريو)، وهي حركة انفصالية تدعمها السلطة الجزائرية، بخلق دويلة وهمية في منطقة المغرب العربي. ويعيق هذا الوضع كل جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى حل لهذا النزاع يرتكز على حكم ذاتي موسع في إطار السيادة المغربية، ويساهم في تحقيق اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.