يستمر مصطفي الحسناوي في محاولة إضفاء صفة معتقل "رأي" على نفسه، رغم أنه سجين حق عام أدين بمقتضى قانون الإرهاب.
آخر ما ابتدعه أو افتعله، الحسناوي، الذي فشل في الالتحاق بأفغانستان سنة 2009 والمتطوع لـ "الجهاد" بسوريا، لكن السلطات التركية أعادته من حيث أتى، هو مقال تحت عنوان "الأخطاء الحتمية للعفو"، يتناول فيه قضية العفو على "البيدوفيل" الإسباني دانيال كالفان، رغم أن هذا الملف تم طيه نهائيا بعد أن اتخذ الملك محمد السادس الخطوات اللازمة لتصحيح هذا الخطأ بسحب العفو على المجرم، واستقبال عائلات الضحايا لجبر ضررهم، وكذا إعفاء مدير المديرية العامة للسجون وإعادة الإدماج...
وكما يقول المثل العربي: "رب نقمة تحولت إلى نعمة" فقد فتح هذا الخطأ الباب على مصراعيه لإعادة النظر في مسطرة العفو ككل، لكن مصطفى الحسناوي يفضل الحك على هذا "الجرح" عله يؤلب الرأي العام أو يكسب تعاطفه، ويظهر في نفس الوقت بمظهر الصحافي و"المناضل الحقوقي" كما يدعي..
ومن يتتبع مسار هذا الشخص المدان بثلاث سنوات سجنا نافذا، سيقف على أن مصطفى الحسناوي تم ترحيله من طرف السلطات التركية في 11 ماي الماضي بعد أن حاول الالتحاق بصفوف الجماعة المسماة "جبهة النصرة" الموالية لتنظيم القاعدة، وأنه انتمى منذ سنة 1995 إلى جماعة العدل والإحسان ثم التحق بالتيار السلفي التقليدي، فتيار السلفية الجهادية منذ سنة 2008 بعد أن أقنعه صديقه في الدراسة بميسور عبدالعظيم الكبير المعتقل في ألمانيا بتهمة الإرهاب، بذلك.
وقد حاولا معا في نونبر 2009 الالتحاق بالمنطقة الباكستانية ـ الأفغانية انطلاقا من تركيا. وبينما اضطر الحسناوي، الذي هو ضحية الشبكة التهجيرية بين تركيا وإيران إلى الرجوع إلى المغرب، نجح عبدالعطيم الكبير في الوصول إلى وزيرستان حيث بايع قيادة "القاعدة" قبل أن يتم تعيينه للقيام بعملية إرهابية بألمانيا.
ويُعرف عن مصطفى الحسناوي علاقاته المشبوهة بالكثير من الفاعلين الإرهابيين في مقدمتهم فتيحة الحساني، أرملة الإطار السابق في القاعدة المجاطي، وكذا محمد الكربوزي أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية المقاتلة، المستقر بانجلترا والمبحوث عنه من طرف المصالح الأمنية، وقد سبق له أن كتب التماسا في 2011 تحت عنوان: "نداء المضطهدين" يطلب فيه الإفراج عن المعتقلين الإسلاميين المتورطين في جرائم قتل.