أوضح الباحث الأرجنتيني أولبيرتو كارلوس آغوزينو، أنه بدون دعم الجزائر ، فإن ما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية " كانت ستختفي منذ مدة طويلة. وقال الباحث في مؤلفه الجديد بعنوان " الوضع الجيوسياسي في الصحراء والساحل" ، أن التفاهم بين المغرب والجزائر شرط أساسي ونقطة الانطلاق نحو أي عملية دائمة لضمان التنمية والأمن في المنطقة.
ولم يفت الباحث الأرجنتيني التأكيد أن الجزائر تقيم علاقات "غامضة" مع منظمات إرهابية تعمل في منطقة الساحل والصحراء . وقال إن الجزائر ليست فقط البلد الذي ظهر فيه تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي كان يسمى "الجماعة السلفية للدعوة والجهاد" قبل أن تتبنى اسمها الجديد ، بل إن الجزائر هي البلد الأصلي للزعماء الأساسيين لهذه المنظمة. وقد ظل سلفيو هذا التنظيم ،يضيف الباحث، أداة "نافعة" للجزائر بهدف خدمة مصالحها الإستراتيجية في المنطقة ، مضيفا أن الجزائر تسخر أنشطة هؤلاء المتطرفين للحصول على المساعدة والدعم العسكري الأمريكي ، خاصة بعد هجمات 11 شتنبر 2001.
كما أن الجزائر ،في نظر الباحث الأرجنتيني، تستخدم تنظيم القاعدة لتحسين صورتها في المنطقة على أساس أنها البلد الوحيد القادر على وقف انتشار الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء قبل أن يقول أن إصرار الجزائر على إبعاد قوى إقليمية أخرى في حجم المغرب أو فاعلين من خارج المنطقة مثل الاتحاد الأوربي من الحوار والنعاون الإقليمي ، يهدف إلى تعزيز مجال نفوذها في الساحل والصحراء.
من هنا يسجل الباحث أن "حذر أوربا نحو هذا البلد (الجزائر) يتعاظم بسبب السياسة الغامضة لها إزاء متمردي الجهاديين في شمال مالي مشيرا في هذا الصدد إلى الروابط القائمة بين زعيم "أنصار الدين" إياد غالي وجهاز المخابرات الجزائرية . وقال أنه خلال تمرد الطوارق سنة 2012 عارضت الجزائر بشدة كل تدخل عسكري في شمال مالي ، خاصة إرسال قوات إفريقية ،وحمل المسؤولية الكبرى للمخابرات الجزائرية في وجود الجهاديين الجزائريين شمال مالي.
أكثر من ذلك، عملت الجزائر كل ما في وسعها للحيلولة دون مبادرة الاتحاد المغاربي للمساعدة في حل الأزمة بمالي .
النهار المغربية