وجهت المصالح الأمنية المغربية ضربة قوية إلى التنظيم الإرهابي في المغرب، باعتقال حوالي 40 مشتبها به، وتفكيك شبكة إرهابية محلية، ذات ارتباطات بتنظيم «حركة شام الإسلام»، تنشط في مدن سيدي سليمان وسلا والعرائش وتطوان والفنيدق وفاس وخريبكة والناظور والمحمدية وطنجة والرباط وبعض المدن الجنوبية.
وحسب مصادر خاصة، فمنسق الشبكة الإرهابية، يعمل تحت إمرة ابراهيم بنشقرون، زعيم «حركة شام الإسلام»، واعتقل سابقا على ذمة خلية إرهابية في سنة 2005، واتهم بتجنيد مغاربة للقتال داخل العراق.
وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية أن أفراد الشبكة سبق لهم أن تلقوا تداريب على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات ضمن تنظيمات إرهابية، وأن الموقوفين لهم علاقة بمشروع إجرامي يهدف إلى زعزعة استقرار المغرب من خلال تكفير المجتمع والمؤسسات، والقيام بعمليات إرهابية بعد عودتهم من سوريا.
وحسب مصادر مطلعة، فإن فرقة أمنية تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية مدعومة بعناصر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، حلت خلال الأسابيع الأخيرة في مجموعة من مناطق المملكة، من أجل مراقبة بعض العناصر الإرهابية المكلفة باستقطاب وتجنيد شبان للجهاد بسوريا أو الالتحاق ببعض معسكرات التدريب بدول جنوب الصحراء، حيث تم توقيف خمسة أشخاص بتطوان والفنيدق وطنجة، أكدت التحريات المنجزة فرضية انتمائهم لشبكات تسهل عمليات تجنيد واستقطاب المقاتلين.
وفي حوز مراكش قامت مصالح الدرك الملكي، فجر أول أمس الأربعاء (25 دجنبر)، بتوقيف أشخاص متهمين بتجنيد مقاتلين بصفوف الجماعات السلفية الجهادية في سوريا، على مستوى جماعة أوريكا كدوار الحداد السويقة وتكافلا، حيث تم حجز كمية من كتب ومنشورات والأقراص المدمجة والهواتف الذكية، وذلك لفائدة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، كما تم توقيف 13شخصا في جماعة اغمات، بالإضافة إلى شخص آخر يتحدر من قلعة السراغنة ويقطن في مراكش، يشتبه في علاقته بالخلية التي سبق لها تجنيد ابن رئيس جماعة في منطقة أوريكا.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الأشخاص الذين تم توقيفهم ينشطون ضمن جمعيات مدنية يرتكز نشاطها على العمل الخيري والإنساني، وأن المصالح الأمنية أخلت سبيل البعض منهم بعد إجراءات التحقق من الهوية وطبيعة التوجهات الدينية لدى المعنيين.
وعلى المنوال نفسه، أوقفت المصالح الأمنية في مدينة فاس، سبعة أشخاص مشتبه في اعتناقهم للأفكار المتطرفة، حيث تمت إحالة عنصرين منهم على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في مدينة الدار البيضاء، فيما تم إخلاء سبيل الخمسة المتبقين بعد انتهاء مسطرة الاستماع إليهم في مقر ولاية أمن فاس.
أما في مدينة مكناس، فتم الاستماع إلى خمسة أشخاص، تم نقل ثلاثة منهم إلى مقر الفرقة الوطنية في مدينة الدار البيضاء لاستكمال التحقيق معهم، فيما أخلي سبيل اثنان منهم بعد الاستماع إليهم.
وأضاف المصدر ذاته أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء إجراءات البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وسبق لإبراهيم بن شقرون، المعتقل السابق في غوانتنامو، والملقب بـ«أبو أحمد المهاجر»، والذي أعلن سابقا عن تشكيل منظمة جهادية جديدة تتكون من المغاربة بشكل كامل في ريف اللاذقية في سوريا، أن دعا إلى استقطاب شباب مغاربة لقتال النظام السوري، وهو ينذر بأن تداعيات ما يجري في سوريا، سيكون لها تبعات إضافية على الأجهزة الأمنية المغربية، عندما يعود المقاتلون المتطرفون إلى المغرب، حيث رجحت تقارير أمنية، أن يحاول بعض العائدين إقامة خلايا جديدة في المغرب، عبر تجنيد آخرين داخل الأحياء الفقيرة في المدن، أو الانتقال إلى تنظيمات مسلحة تنشط بدول الجوار.
يذكر أنه منذ تفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية التي خلفت 33 قتيلا في ماي2003 إضافة الى مقتل 12 انتحاريا، أعلنت السلطات الأمنية عن تفكيك حوالي 130 خلية ومجموعة إرهابية.
(عن الأحداث المغربية)