كشف معهد "غالوب" الدولي، في آخر تقرير له، أن حوالي 70 في المائة من الجزائريين لا يثقون في أي مسار انتخابي في الجزائر .
وعزا التقرير الذي يحمل عنوان "العصا السحرية للقيادة" ذلك إلى الاختلالات التي تواجه الجزائر، ما نتج عنه عدم رضا واسع في وسط المستجوبين لعملية سبر الآراء التي استندت إليها الدراسة والتي ركزت على جملة من العناصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تتقاطع في مسألة جوهرية هي فقدان ثقة شريحة كبيرة من الجزائريين في حكومتهم وقياداتهم وانتقاد أدائهم نتيجة استفحال وانتشار الفساد والرشوة التي أثّرت على مناخ الأعمال، وهو ما يجعل الكثير من المؤشرات المعتمدة بالنسبة للجزائر في الخانة الحمراء مقارنة بدول الجوار (مصر والمغرب وتونس).
وجاءت نتائج الجزائر الأسوأ بالنسبة لتقدير العديد من المجالات، إذ يرى حوالي 40 في المائة من المستجوبين بأن الآفاق الاقتصادية ستكون أسوأ و25 في المائة يتوقعون أن تسوء قضايا الفساد والرشوة، وقرابة 45 في المائة يعتقدون أن عدم الاستقرار وغياب الرفاهية سيكون أسوأ أيضا.
ويبقى الفساد والرشوة من بين أكبر الاهتمامات، فبخصوص سؤال طرح حول اتساع رقعة وامتدادات الفساد عبر الحكومة جاءت النتيجة بالنسبة للجزائر بـ70 في المائة، مع ملاحظة أن النسبة تراجعت ما بين 2009 و2010.ثم عرفت ارتفاعا محسوسا ما بين 2011 و2012، ونفس الأمر تقريبا على مستوى الأعمال والاقتصاد، مع تأكيد حوالي 70 في المائة بالإيجاب بخصوص اتساع نطاق الفساد في الدائرة الاقتصادية في الجزائر. بالمقابل، سجل التقرير نسبة قبول بنسبة 60 في المائة لعمل القيادة.على صعيد متصل، اعتبر 50 في المائة من المستجوبين أن وضعية المرأة حسنة على العموم وسجلت الجزائر أدنى نسبة مع مصر مقارنة بدول الجوار بالنسبة لعام 2012. ومن بين أهم المؤشرات التي تم التركيز عليها أيضا في تقرير “غالوب” تحديد المناطق أو الأماكن التي تعتبر الأفضل للتعايش بين الأجناس والأقليات، حيث اعتبر أقل من 30 في المائة بأن الجزائر في 2012 و2013 يمكن أن تعتبر كمنطقة مثالية للتعايش وعرفت النسبة تراجعا محسوسا مقارنة بـ2009، حيث بلغت النسبة الإيجابية أكثر من 40 في المائة .
وبخصوص مستوى المعيشة تباينت التقديرات، حيث اعتبر 52 في المائة من النساء و49 في المائة من الرجال بأنها أفضل، مقابل 51 في المائة من الرجال و48 في المائة من النساء ترى عكس ذلك.
وسجل التقرير تراجع مستوى التواصل والتماسك الاجتماعي، من خلال تراجع نسبة التكافل والدعم ومساعدة الغير بنسبة 40 في المائة فقط بالنسبة للجزائر وغياب شبه كلي للعمل التطوعي الذي لم يتجاوز 8 في المائة بالنسبة للجزائريين، كما يبقى الجزائريون غير راضين بالأغلبية عن وضعهم الاجتماعي والمساعي الهادفة إلى محاربة الفقر، حيث عبّر أقل من 40 في المائة فقط عن رضاهم.
ويبقى الجزائري لا يشعر بالأمن والأمان في بلاده، فقد عبّر 65 في المائة من النساء بأنه لا يمكنهم الخروج ليلا مقابل 40 في المائة من الرجال. وسجلت الجزائر أعلى النسب في المنطقة على الإطلاق، رغم تحسن الوضع الأمني، مقابل ارتفاع مستوى اللاأمن في المدن.
أما بالنسبة للتشغيل، فقد كانت مستويات الرضا تقارب نسبة عدم الرضا بقرابة 50 في المائة لكل طرف، مع نسبة أعلى للشروع في المشاريع الجديدة، بينما يظل الجزائريون يعانون كثيرا للحصول على التمويل والقروض، حيث عبّر حوالي 25 في المائة فقط عن رضاهم بإمكانية الاستفادة بسهولة من القروض البنكية والتمويل.
يشار إلى أن معهد "غالوب" منظمة تقدم الاستشارات الإدارية والموارد البشرية والبحوث الإحصائية.
تمتلك منظمة غالوب ما يقرب من أربعين مكتبا عبر دول العالم ويقع مقرها الرئيسي في العاصمة واشنطن ويقع مقر العمليات في أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية.
تأسست المنظمة في عام 1958 على يد الباحث الأمريكي جورج غالوب و يقوم هذا المركز اليوم بعمله على أساس تقديم قياس الرأي العام والاستطلاعات الواقعية والدلائل لخدمة المصالح السياسية وصناع القرار.