.كــــمال قـــروع
لا يمكن ان تُذكر امارة قطر دون ان يذكر معها "المال" والبترودولار الذي يُسيل لعاب بعض الفنانات الفاشلات في بلادهن، وإخوان القرضاوي ومعهم طبعا بعض الصحافيين الذين يسبّحون، بكرة واصيلا، باسم موزة وبعلها وباقي الاسرة "المفطّحة" هناك... لنترك أمر الاسلاميين والفنانات ولنكتفي في هذا المقال ببوريالات الذي لا يترك أي مناسبة تمر دون ان يعبر عن خالص ولائه وإخلاصه لأسياده في الدوحة، الذين يمدونه بالمال والإمكانيات ليتمكن من الهجوم على الحكومة والنظام في المغرب عن طريق افتتاحياته المكتوبة تحت الطلب.. يقول احد الصحافيين في شأن هؤلاء ان "لا فرق أبدا بين لاعبي الكرة المغاربة وبين بعض الصحفيين والإسلاميين الذين يذهبون أفواجا إلى قطر." والحقيقة انه لا فرق بين صاحب اليومية "العتيدة" وتلك الفنانات او الراقصات اللائي يذهبن إلى الخليج لاستعراض خدماتهن وإطلاق شعورهن امام مجالس الانس مقابل حفنات من الريالات، سوى ان صحافينا الهمام ليس له من شعر يطلقه في موائد الشيوخ والشيخات هناك، إلا من وعود لهم بغمر صحيفته بكتابات تمجيد وتخليد لأسرهم وسلالاتهم وانجازاتهم العظيمة.. وفي هذا الاطار كلنا يتذكر صاحبنا الصحفي المستقل الذي يمدح قطر، في الوقت الذي يشبع فيه المغرب نقدا وضربا تحت الحزام رغم الاموال التي تذهب إلى حساباته الشخصية عبر الدعم السخي الذي يقدم لجريدته... ولأن صاحبنا يستهويه المال والجاه فهو يبحث عنه ولو في واحة قطر التي اصبحت بقدرة قادر مغناطيسا يجذب الصحفيين والسياسيين والإسلاميين وجنة للديمقراطية وللكرة ولحقوق الإنسان، وهي التي ستنظم كأس العالم رغم العنصرية والمعاناة التي تعامل بها العمال الاجانب.. ذات الصحفي الذي كتب عن موسم الهجرة إلى قطر قال ان المشكل هو أن اللاعبين الجيدين يذهبون إلى قطر من أجل الاعتزال، لقضاء سنة أو سنتين قبل نهاية المشوار، والعودة بعد ذلك بثروة محترمة، والحال أن صحفيينا يحترفون في قطر وهم في عز عطائهم.. وخلافا لهؤلاء اللاعبين، فإن قطر بالنسبة للصحفي المغوار، الذي يمدح في كل الاتجاهات ولا يفرق بين الإخوة والأعداء، هي جنة الديمقراطية ونصيرة الربيع العربي، و دولة محترفة وعاصمتها أهم من باريس وواشنطن ولندن.. الحضارة والتقدم يأتيان في هذا العصر من قطر، هي فرنسا عصر الانوار، لذلك لا بد من شد الرحال إليها للارتواء من معينها والتبرك بـ"موزة" والتمسح بآلها، وإلقاء المحاضرات إلى جانب النائب السابق في الكنيست الاسرائيلي الفلسطيني عزمي بشارة، الذي كان يمدح بشار الأسد وصار اليوم يشتمه، لأنه اكتشف الفرق بين الهواية والاحتراف كما يقول صاحبنا الصحفي.. والحقيقة ان الصحفي بوريالات يعرف جيدا من اين تؤكل "الصحف"، وما ذهابه للعب في قطر إلا عربون اعتراف وامتنان لشيخة قطر التي صنعت له جريدة يقتات منها في المغرب وله فيها مآرب أخرى.. لماذا يذهب صاحبنا إلى ارض تعتبر بحق رمزا للعبودية في العصر الحالي، في وقت لا يتوانى عن الكتابة حول عنصرية المغاربة تجاه الافارقة، فهل نسي صاحبنا وهو متوجه إلى قطر بان "النيباليين" وكل العمال الاسيويين الذين قادهم حظهم إلى هذه الامارة، يموتون يوميا كالذباب ويعاملون معاملة الحشرات؟ هلا سأل بوريالات المسؤولين هناك بالمناسبة عن ذلك اللاعب الفرنسي، ذي الأصول الجزائرية، الذي وجد نفسه بلا جواز سفر وممنوع من مغادرة "جنة" قطر إلا بعد تدخل فرنسا ومنظمات حقوقية عالمية.. لا شيء يمكن ان تقدمه دولة بهذه المواصفات، ولا شيء يمكن ان يفيدنا به بوريالات بعد عودته من هناك، فأفضل ما يمكن ان يحصل عليه المرء هناك هو الاعتزال حين تشعر بأن مشوارك الاحترافي انتهى.. ونظن ان مشوار هذا التلفيق قد انتهى بعد ان أصبح من "مّالين الشكارة" وأصبح يتنقل على متن سيارته الفارهة كنجم من نجوم هوليود، وأضحى الصحافيون والتقنيون العاملين معه لا يتمتعون بأبسط الحقوق التي ينص عليها قانون الصحافة ومدونة الشغل في الوقت الذي تغدق عليه وزارة الاتصال ملايين الدراهم من المال العام.. وفي الاخير نقول له، كما قال زميلنا الصحافي الذي كتب عن "موسم الحج إلى الدوحة"، نتمنى صادقين أن يكون حجه مبرورا وسعيه مشكورا... وحتى لا ننسى: جيب معاك شي قريعة ديال "ماء زم زم" عفوا "ماحيا