من الأمور اللافتة التي عرفتها جلسات الملتقى العالمي لحقوق الإنسان في دورته الأولى ببرازيليا ، الشهادات المؤثرة لضحايا التعذيب التي قامت به زبانية "البوليساريو" . وهي شهادات استمع إليها باهتمام كبير البرازيليون والأمريكيون اللاتينيون ،لأول مرة، بجميع تفاصيلها ، لأنهم اعتادوا على الاستماع فقط للأطروحة الانفصالية التي ظلت تروج لها "البوليساريو" ، ومن معها، في منطقة أمريكا اللاتينية.كانت الشهادات مثيرة حول الآلام النفسية والجسدية التي تجرعها الضحايا خلال فترة احتجازهم القسري في سجون الانفصاليين الذين لا يتورعون في التشدق بحقوق الإنسان في الصحراء المغربية بينما هم يقترفون من الجرائم ـ التي علمها لهم أسيادهم ـ ما يشيب لذكرها الولدان في مخيمات العار بتندوف. من نماذج فظاعات "البوليساريو" الواردة في شهادة الضحايا ، طمر الشخص تحت الأرض وتعريضه للشمس الحارقة قبل نقله إلى السجن الكبير الذي يحمل اسم "تندوف" حيث تتم ممارسة أفظع الجرائم ضد الإنسانية . المناضلة الحقوقية الصحراوية سعداني ماء العينين قالت في شهادتها الصادمة أن "المسؤولين الجزائريين ومعهم "البوليساريو" يفرضون صمتا مثيرا في هذه المنطقة خوفا من افتضاح ممارساتهم أمام المجموعة الدولية" ، وأضافت سعداني ، بصفتها أحد ضحايا التعذيب بسجون تندوف، أن "البوليساريو لا تجيد سوى لغة التعذيب والترهيب لدرجة جعلت من آلام ومعاناة الصحراويين أصلا تجاريا تقتات من ورائه بنهج سياسة التعتيم والتضليل منذ 38 سنة . وقالت أمام المؤتمرين في الملتقى العالمي لحقوق الإنسان ببرازيليا ، بأنه أول شخص يتم تعذيبه أمام الملأ إلى جانب أمها وأبيها وعمرها لم يتجاوز الخمس سنوات ،لتخلص إلى القول أن "البوليساريو لا تمثل الصحراويين في شيء، وأن مشروع الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب يشكل البديل الوحيد لحل هذا النزاع المفتعل ، وأن الصحراويين ضاقوا ذرعا من تعنت مسؤولي "البوليساريو" بعدم البحث عن حل."وتضيف في شهادتها كيف تم نقلها إلى كوبا وعمرها فقط 10 سنوات لتعود بعد 17 سنة إلى مخيمات تندوف لتعلم أن والدها لقي حتفه بينما تمكنت أمها من الهروب والعودة إلى المغرب."الأسوأ ، تقول المناضلة الصحراوية،سعداني ماء العينين ، أن جلادها يحتل منصبا وزاريا. أما عبد الله لعماني فروى أمام المؤتمرين حكاية اختطافه من طرف "البوليساريو" سنة 1980 ، واحتجازه طيلة 23 سنة في سجون تندوف حيث خضع لكل أصناف التعذيب والإهانة إلى جانب المئات من المدنيين والعسكريين المغاربة . وقال أن اختطافه تم من حافلة نقل مع سبعة مواطنين في الأقاليم الجنوبية للمملكة قرب الحدود الجزائرية .ولم يتردد في تحميل السلطات الجزائرية كامل المسؤولية في الانتهاكات السابقة والحالية لحقوق الإنسان في تندوف .وبعد 22 سنة من الاعتقال والاحتجاز التعسفي ، نشر الشاهد كتابا بعنوان"الرعب" يتحدث فيه عن الفظاعات المهولة التي ترتكب في حق المقيمين المحتجزين بتندوف، داعيا إلى تشكيل لجنة دولية لحقوق الإنسان وزيارة تندوف للوقوف في عين المكان على الحقيقة المرة . للإشارة، فإن المؤتمرين أجمعوا على عقد الدورة الثانية للملتقى العالمي لحقوق الإنسان سنة 2014 بالمغرب.