صدق الإخوة الصحراويون المغاربة، المتشبثون بوطنهم وبوحدتهم، وهم يطلقون على "غُراب كناريا" و"عرَّاب البوليساريو"، المسمى عمر بولسان، لقب "مسيلمة الكذاب"، وهو اللقب الذي رأوا أنه ينطبق عليه قلبا وقالبا. تفتق خيال "مسيلمة الكذاب" لدى الانفصاليين، الذي أراد، هو وأزلامه من خلاله، أن يبين لأولياء نعمته أنه قادر على زحزحة الوجود المغربي في أقاليمه الجنوبية، والانتصار للقضية الصحراوية، بابتداع أساليب "نضالية" جديدة ستسرع بالإطاحة بالمغرب، و"تحرير" الصحراء بواسطة إرسال مجموعة من "المراقبين الدوليين" إلى مدينة العيون لمتابعة المظاهرات المنددة بالمغرب بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان ليكونوا شهودا على مدى الانتهاكات التي تتم في الصحراء، فإذا بإخواننا الصحراويين يتفاجأون حين علموا أن "المراقبين الدوليين"، الذين بعثهم "مسيلمة الكذاب"، جماعة من الشواذ الإسبان من عينة الشواذ الذين تم استقدامهم، هم وأزواجهم وخليلاتهم، على بعض مدن الصحراء بحثا عن إشباع رغبتهم الجنسية، واستغلال المواطن الصحراوي المغربي لتفريغ شبقهم ومكبوتاتهم بالطرق التي يرغبون فيها. المواطنون بالعيون اعتبروا "المراقبين" الشواذ "مجرد أوباش لفظتهم ساحات بلدهم تحت وطأة الأزمة الاقتصادية وتحولوا إلى "مرتزقة احتجاج"، بل وصفوهم بـ "الندابات" في مصر اللواتي يتم دعوتهن للجنائز – بمقابل مادي طبعا - للصراخ والنحيب على الميت... وكلما كان الصراخ والعويل أعلى وأشد كلما ازداد الأجر ارتفاعا، مما يجعل الطلب عليهن يرتفع في "سوق تأبين الجنائز". السلطات الأمنية المغربية في المنطقة كانت أذكى من "مسيلمة الكذاب" التابع لـ"البوليساريو" حيث اعتقلت مجموعة الشواذ، خوفا عليهم من غضب السكان، وأعادتهم إلى جزر الكناري من حيث تم جلبهم. خساسة "مسيلمة الكذاب" وطغمة "البوليساريو" تصل إلى أدنى مستوياتها بجر أجانب واستغلالهم للاحتجاج على شيء لا علاقة له بهم لا من قريب ولا من بعيد. هذا الأمر جعل مواطنينا في الصحراء يدركون أن هؤلاء الأجانب "مجرد محترفي تظاهر وشغب، و لا يحملون على عاتقهم الدفاع عن أية قضية ". وتكبر المأساة حين عرفوا أنهم "متطوعون للاحتجاج مقابل مبالغ مالية". وكمثال حالة الإسباني "روبيرطو ميزا" (وهو فرد من المجموعة التي اعتقلت) حيث تبين بعض الصور الملتقطة له أنه مجرد "كاري حنكو"، يشارك في الوقفات الاحتجاجية بإسبانيا دعما لقضايا لا رابط بينها... فمن القضية الصحراوية.. إلى قضية الإباحية الجنسية.. إلى دعم الشيوعية"... إلى أية قضية لا يهمه منها سوى المبلغ المالي في مقابل المشاركة في الوقفة أو التظاهرة. هذا هو "مسيلمة الكذاب" الذي أخرجته "البوليساريو" من طاقيتها السحرية لخدمة نزواتها في الأقاليم الجنوبية ظنا منها أنها ستتمكن من وراء "نبوته" استغفال المغاربة الصحراويين في المنطقة. ماذا ترى المرتزق يفعل غير الاستنجاد بمرتزق مثله.
حمادي الغاري.