حاولت أكثر من مرة الاستماع إلى رشيد غلام منشد جماعة العدل والإحسان وهو يغني. شاهدت حلقته كاملة مع أصالة نصري وتفرجت على فيديوهات له في اليوتوب. آخرها الفيديو كليب الذي يدافع فيه عن الشرعية في مصر وينتقد حكم العسكر.
قد يكون صوته جميلا، غير ذلك لا شيء. إذ لا يكفي أن يكون صوتك جميلا كي تكون فنانا.
قيمة رشيد غلام قد تكمن في كونه يقلد بشكل جيد.إنه مؤد ناجح وليس مغنيا.
المغني هو الذي ينجح بأغانيه لا بأغاني الغير.
جل ما يستطيعه رشيد غلام هو أن يستحضر الماضي ويعيد تكراره.
لا جديد عنده والغناء انتهى وكل ما يمكن القيام به هو التقليد والمحاكاة.
كأنه صباح فخري ...كأنه وديع الصافي ...كأنه نصري شمس الدين ...كأنه من تشاؤون.
لكنه ليس هو. لا شخصية فنية تميز رشيد غلام .
وحين غنى للإخوان في مصر انكشف وزالت هالة الصوت. ظهر رشيد غلام بلا سند. ظهرعاريا لا طرب ولا مرجعية يستند إليها وكان عليه أن يواجه الجمهور بإبداعه فأصابه العجز ولم ينفعه الفيديو كليب ولم تنفعه قضية الإسلاميين العادلة وإشارة رابعة العدوية .
كان في المغرب مقلد يقلد عبد الحليم حافظ اسمه عبدو الشريف كان مقنعا وكان صوته كأنه عبد الحليم حافظ لكنه ليس فنانا إنه مؤد جيد تماما مثل رشيد غلام وأكثر من ذلك يؤدي فيتح ومغاربة آخرين بنجاح وينقصه مقارنة برشيد غلام الانتماء السياسي .
ولم يجد من يدافع عنه ولا من يقف من أجله .يبهر هذا النوع من الأصوات في الحفلات والسهرات لأنه يذكر بالآخرين .إنهم مثل سوزي طبق الأصل .
يغنون في الأوبرا وفي أي مكان لكنهم في النهاية مجرد مقلدين إنهم مجرد نسخة تشبه الأصل، لكنه ليس هو.
وحين تظاهر رشيد غلام أمام البرلمان
وحين وقف محتجا على حصاره الفني
فإنه لم يحتج على حصاره الفني بينما اعتقد ذلك .ظن خطأ أنه محاصر فنيا والحال أنه احتج على حصاره سياسيا .
والفرق شاسع .وظن أن الفن هو السبب .
الفن بريء من الحصار المفروض على رشيد غلام .
لأنه مؤد ناجح وصوته جميل وقوي لكن لا أحد يحاصره فنيا .
ولا يوجد فنان في العالم سبق أن تعرض لحصار فني .
الحصار يزيد الفنان قوة
والسلطة لا تخشى المغني
بل تخشى إذا كانت تخشى فعلا السياسي المنتمي إلى الجماعة .
لقد انطلت الحيلة على الجميع. المعجبون برشيد غلام ورشيد غلام نفسه. والسلطة.وظنوا أنه فعلا مبدع وخالق وفنان.
إنه مجرد صوت وإذا كان من حصار فلأنه من أتباع الشيخ وليس لشيء آخر.
أما غناؤه فلا يخيف المخزن
غناؤه مسكر ومنوم ويردد الماضي أحسن ترديد .
وأنا أتضامن معه وضد حصاره السياسي .
لكن لا علاقة للأمر بالفن والطرب والغناء والموسيقى.
الموسيقى بريئة مما يدعيه رشيد غلام
قد يكون عارفا بها وملما لكن تنقصه اللوثة .وهذه اللوثة هي التي تجعل الملوك والأمراء يحبون أشد معارضيهم. إنه موجود في كل مكان وشبع منه المشارقة .
لكن لا أحد من العرب احتفى به كمعجزة فنية إنه مجرد صوت جميل ومقلد ينتمي إلى جماعة إسلامية في المغرب ويتعرض إلى مضايقات سياسية في بلده.
هذا ما يقوله العرب.
وإذا كان فنانا ومبدعا لأخذوه منا كما أخذوا عزيزة جلال وكما أخذوا سمية قيصر وكما سيأخذون أصواتا جميلة أخرى ومصابة باللوثة وليست مجرد مؤدية تؤدي أغاني الكبار والتراث بنجاح.
إنها ورطة الخلط بين السياسة والالتزام والفن.
لقد وقع ضحيتها بزيز وها هو رشيد غلام يسير على نفس المنوال.
ومن شدة الخلط تضيع السياسة ويضيع الموقف ويضيع الفن ويفسد ذوق الجمهور.