خفت ظهور نادية ياسين، بل تكاد تختفي، إن لم تكن اختفت بالفعل، ربما لإحساسها بالمرارة والغبن، بعد انكشاف " فضيحتها "، و نشر صور موثقة بالزمان والمكان، تؤرخ للحظات عشق بآتينا...
السيدة الأولى بالجماعة، لم تستشر سقراط الذي مات دفاعا عن الحقيقة في الساحة العمومية "أكورا"، و لم تبذل أي جهد في الرد عن الحقيقة التي تداولها الجميع.
نادية ياسين، اختفت عن الأنظار، لكنها حركت كتائبها المهزومة، الذين أصدروا شريطا يقدم حياتها في أبهى صورة، لعل ذلك ينسي الرأي العام صور الفضيحة.
تريد المسكينة تضميد جرح لم يندمل، وممارسة لعبة التخفي والظهور، والتخفيف من معاناتها النفسية، بعدما لم تجد ما تبرر به كل تلك الأسفار أو تمحو به أثار ثمن التذاكر، و رقم الرحلة والغرفة وأسماء الأزقة والحدائق العمومية، والجلوس تحت ظلال الأشجار.
نادية ياسين، اليوم، بعد كل الذي نُشر، والذي صدم الذي يتقنون في "قومة" مزعومة، جعلت من الصمت عنوان مرحلة أصبحت غير مفهومة، حتى بالنسبة لأقرب مقربيها، الذي كانوا ينتظرون" ثورة" نادية على ما نشر، وقيل عن حياتها الحميمية ، و" مراهقتها" المتأخرة، لكن "المسكينة" لاذت بالصمت بحثا عن السكينة.
لم تسعفها "المحصنة" جرعات الصوفية، واختارت الغياب عن ساحة، لتجد نفسها تقارع لغة التشفي والحسرة عن زمان يفضح كل شيء، ويزيل القناع عن نوايا الجماعة، في " الركوب" على مطالب شباب حركة 20 فبراير.
نادية التي ظهرت لحظات النقاش الدستوري والتصويت عليه، قالت، وصرحت، وصرخت، و لعبت بكل المفاهيم، واختلط لديها السياسي بالدعوي، وسبحت ضد التيار، والنتيجة فضيحة بعد سنوات من " الدعوة والإرشاد" لدولة الخلافة.
أين نادية، المحاضرة والكاتبة والجمهورية ؟
أين نادية ياسين، التي أصبحت متخصصة في منح التصريحات لمنابر وصحف دولية، ومواقع إلكترونية إسلامية، وإذاعات وقنوات لها خط تحريري معادي للوطن...أم أنها أجبرت نفسها، أخيرا، على تهدئة حماقاتها حتى تكون أكثر براغماتية، ولو مع أتباعها، أو في محاضراتها في معاهد مغمورة.
ألم تهدد، أكثر من مرة، ابنة زعيم جماعة العدل والإحسان، في موقعها الإلكتروني، بالدعوة إلى نظام جمهوري؟
نعرف أن ما خلفته القصة الغرامية الكاملة لنادية ياسين، مع "عشيقها"، الذي درست وإياه بثانوية ديكارت بالرباط، وقضت معه ثلاث ليال في العاصمة اليونانية في فندق بارك بأثينا، قد أخرست لسانها على الرد، وعادت بها إلى بعض الصواب، لأنه أدركت أنه يعد ممكنا السكوت ف "إن عدتم عدنا".
رشيد مسلم