عقدت بعثة تجارية برازيلية صباح يوم الاثنين لقاء مع مجموعة من رجال الأعمال المغاربة خصص لبحث سبل التعاون من أجل تجاوز الصعاب التي جعلت حجم المبادلات التجارية بين البلدين ينحصر في حوالي 2 مليار دولار في السنة ويحتل فيه السكر حوالي 85% من قيمة الواردات المغربية في حين يحتل الفوسفاط ومشتقاته حوالي 93 % من قيمة الصادرات.
البعثة التي يقودها نائب وزير تنمية الصناعة والتجارة الخارجية بادرت إلى التذكير بأن المغرب هو أول دولة اعترفت باستقلال البرازيل وبأن اقتصاديات البلدين متكاملة في حين أن ما تحقق في كلا البلدين جعل من كل منهما قطبا يمكن اعتماده من طرف البلد الثاني في ولوج الأسواق المجاورة له، فبعد أن أعلنت الخطوط الملكية المغربية عن فتح خط جوي مباشر تقلصت المسافة بين البلدين ولكن الباب لا يزال مفتوحا على مصراعيه أمام الفاعلين الاقتصاديين من أجل إقرار علاقات يتسع مجالها ليشمل دول أمريكا اللاتينية ودول القارة الإفريقية.
من الصعب الحكم على نتائج اليوم الأول من اللقاءات التي جمعت مهنيي البلدين ولكن مجموع الكلمات التي ميزت اللقاء ركزت على الامتيازات التي يوفرها كل بلد وعبرت عن الرغبة الملحة في إعطاء العلاقات الثنائية بعدا استراتيجيا ، وهذه الرغبة مرشحة لأن تتأكد في اللقاءات التي ستجمع رسميا يوم الأربعاء 4 دجنبر نائب الوزير البرازيلي مع وزراء مغاربة، إذ يرتقب أن تشمل المباحثات تحيين مجموعة من الاتفاقيات بهدف تسهيل المبادلات وتحسين فرص الاستثمار.
البلدان معا في حاجة ماسة إلى استثمار الإمكانيات المتاحة، فكلاهما مقتنع بأن الصادرات المغربية ترتكز على الفوسفاط ومشتقاته ثم على كميات أقل من السردين كما أن الصادرات البرازيلية للمغرب ترتكز بشكل خاص على السكر وبدراجات أقل على البن والبرتقال الموجه للاستعمال في العصير، والتنويع المراد بلوغه يحتاج إلى مناخ اقتصادي يسوده جو من الثقة المتبادلة ومناخ إداري يبسط المساطر ويحمي الحقوق بشكل منصف وعادل وسريع.
بالنسبة لرجال الأعمال المغاربة الذين راكموا من التجارب ما يكفي للتمييز بين من يريد أن يقيم فعلا علاقات تعود بالربح على الطرفين وبين من يريد أن يتخذ منهم مجرد وسيط لبيع منتجاتهم ، فإن البرازيل لها من المؤهلات الفلاحية والصناعية والخدماتية ما يجعلها شريكا قويا للمغرب، كما أن المغرب الذي يحظى بسمعة طيبة في القارة الإفريقية يمكنه أن يوفر للبرازيليين فرصة الانخراط في الاستراتيجية التي تبناها المغرب والتي تقوم على التعاون مع الدول الإفريقية على أساس بلوغ التنمية المستدامة والمتقاسمة.
اللقاء، رغم أنه حذف المناقشة من البرنامج، كان غنيا بالمعلومات وبالأهداف، ولكنه افتقر إلى التطرق لقضايا جوهرية من قبيل الحلول المقترحة لحل إشكالي النقل البحري، ومن قبيل إعطاء ما يكفي من التوضيحات حول الوضع الأمني بالبرازيل وحول الوضع الاجتماعي الذي، كان حسب ما تناقلته وسائل الإعلام الغربية، سبب تنظيم مظاهرات صاخبة ضد تنظيم كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، وعلى مستوى أخر فإن اللقاء تخللته وقائع بسيطة ولكنها لا تخلو من سلبيات، الواقعة الأولى تمثلت في أن فندق سوفتيل الذي يعتبر من الفنادق الراقية بالدار البيضاء انقطع فيه التيار الكهربائي مما تسبب في تأخير موعد انطلاق أشغال الملتقى أما الواقعة الثانية فتمثلت في أن كل البرازيليين تكلموا بالبرازيلية في حين أن احد المتدخلين المغاربة فضل تقديم أهم مؤهلات المغرب باللغة الإنجليزية علما بأن البرازيليين اضطروا للاستعانة بالترجمة وعلما بأن المنظمين وفروا الترجمة باللغات الأربع البرازيلية والعربية والفرنسية والإنجليزية.