عزيز الدادسي
"مجلة أمريكية... ملك المغرب أعلى الملوك دخلا في العالم" تحت هذا العنوان نقرأ مقالا رئيسيا بموقع العدل والإحسان، الذي يعتبر لسان حال الجماعة التي أسسها عبد السلام ياسين وتربع على عرشها أكثر من ثلث قرن، ضاربا بذلك عرض الحائط ادعاءاته بالاختيار الشوري. وقبل مناقشة جماعة القومة نشير إلى أن الموقع وقع في خطأ مضحك جدا، حيث إن العنوان يشير إلى مجلة أمريكية، والواقع يقول إن "بيبل ويد ماني" People with money ليست مجلة أمريكية وإنها ليست مجلة أساسا وإنما قسم من أقسام النسخة الانجليزية لموقع صيني يوجد مقره في مدينة كولينين الصينية، وهو موقع ساخر كل معلوماته كاذبة حسب ما جاء على لسان أصحاب الموقع.
فتبا لمن يدعي الدعوة الدينية ولم يستفد من علوم الحديث التي وضعت ضوابط صارمة في نقل الروايات وقف العالم مشدوها أمام هذا العلم الرفيع. فتبا لمن لم يقرأ قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
غير أن كل هذا يمكن التغاضي عنه مادامت الجماعة تمارس السياسة تحت عنوان الدين، وهي أخطر أنواع الممارسات حيث تبيح الكذب، وقد أباحه ياسين في الصغرى فأحله أتباعه في الكبرى، لقد أباح للفتاة أن تكذب على أهلها إذا أرادت حضور مجلس للجماعة، بعد أن أصبحت تلك المجالس مشبوهة حيث تدور فيها ممارسات لا أخلاقية.
والتحدي المطروح اليوم هو أن دخل الملك معروف وموثق في الوزارة الوصية على المال وكل أنشطة الملك معروفة، فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. أرونا حجم الثروة التي راكمها مفتش التعليم عبد السلام ياسين والتي هي اليوم في ملك ورثته.
كيف لجماعة أن تطالب بأشياء هي أول من يخالفها؟ ومن المفارقات العجيبة أن تدعو الجماعة إلى الزهد وقادتها من المترفين وتدعو إلى انتخاب الحاكم وياسين ظل من الزعماء الأبديين وكذلك سيكون مصير خلفه، وحتى عبد الواحد المتوكل ما زال أمينا عاما للدائرة السياسية منذ تأسيسها سنة 1998، وسيقضي على الأقل 18 سنة على رأسها أو إلى أن يموت؟
ظل عبد السلام ياسين يرفض الجمع بين السلطة والثروة وقد جمع بينهما في أسوأ مثال، جمع بين ثروات الجماعة وثرواته وامتلك سلطة القرار المطلقة في التنظيم وزعم أن له سلطة دينية تفوق سلط أي أحد في التاريخ الإسلامي.
إن جزءا من ثروة عبد السلام ياسين هو 1641 مترا مربعا بحي السلام بسلا على شكل فيلات وكان قبل وفاته يكتري فيلا شاسعة في حي السفراء بالسويسي بالرباط، علما أن هذا الحي الراقي لا يسكنه إلا ذوي الدخل المرتفع ورجال الأعمال، مع العلم أن ياسين ليس له من دخل سوى راتب التقاعد كمفتش في التعليم، وهناك شكل آخر من أشكال الثروة مسجلة كلها باسمه.
وسيأتي الوقت للكشف عن ملايين السنتيمات التي جمعها عبد السلام ياسين أواخر الثمانينات قصد إرسالها إلى جماعات المجاهدين الأفغان والتي لم يغادر منها سنتيم واحد المغرب، وهل ستكشف الجماعة عن ملايين السنتيمات التي جمعتها في عاشوراء على امتداد ثلاثين سنة، وهل ستكشف لأعضائها وللرأي العام وللشعب المغربي، الذي تزعم الدفاع عنه، كم جمعت من إتاوات شهرية يقدمها أتباعها؟
هذا دخل الملك، وهو متوفر في وثائق وزارة المالية، فأرونا حجم الثروة التي تركها عبد السلام ياسين.