من المضحك جدا أن يتباكى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن حقوق الإنسان ويبدي تأثرا بشأن مصير الصحراويين، في الوقت الذي تمتلئ فيه السجون الجزائرية بالألاف من النساء والرجال لمجرد أنهم عبروا عن رأي أو أظهروا استياءهم من أوضاع مدنهم.
ومن المضحك أكثر أن تتحول "البيجاما" إلى لباس رسمي في الجزائر، يظهر به عبدالعزيز بوتفليقة، الذي يعتزم حزبه والجنيرالات ترشيحه لولاية رابعة ليحكم الجزائر بلباس النوم عوض البذلة وربطة العنق.
أنهما الفكرتان الرئيستان اللتان عالجهما الكاتب الجزائري، محمد بنشيكو، في مقال ساخر أطلق فيه النار على حكام قصر "المرادية"، وجعلهم عرضة لسخرية لاذعة.
المقال الذي نشره موقع " TSA " تحت عنوان: " gouverner en pyjama " هاجم خطاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في اجتماع أبوجا لدعم الجمهورية الوهمية، كما هاجم إعلان ترشيحه لولاية رابعة.
وقال الكاتب الصحفي، إنه من المضحك التأثر"من أبوجا، بشأن مصير الصحراويين"، بينما "تم في الجزائر مؤخرا الزج بمدون في غياهب السجون" بسبب رسوم كاريكاتورية مزعجة، وهي السجون التي تعج بجزائريين تم اعتقالهم لمجرد إظهار رغبتهم في التظاهر ".
وكشف الكاتب الصحفي، والمعتقل السياسي السابق، عن الواقع المزري لحقوق الإنسان في الجزائر، حيث زج النظام بنساء محترمات في غياهب السجون لمجرد أنهن "لم يحسن التخندق خلال الحملة الانتخابية" أو بنشطاء في الحركة الأمازيغية أو مواطنين عاديين، لم يعبروا عن رأي سياسي، بل أظهروا فقط استياءهم من التدبير الفوضوي لمدنهم.
واعتبر الكاتب الصحفي أنه من الفظاعة أن يقرأ خطاب أبوجا الشخص ذاته الذي يوفر الغطاء لحالات المس بالكرامة الإنسانية: وزير العدل، الطيب لوح، وهو ليس إلا أحد المقربين من بوتفليقة المعروف بمكره أكثر مما هو معروف بكفاءته". وقال ساخرا "أتصور أن وزير العدل بدأ يتباكى وهو يتحدث عن مأساة الشباب الصحراوي، في الوقت ذاته الذي ترسل فيه إدارته مذكرات اعتقال لعشرات الجزائريين، من معطلين ومعارضين، ممن كانوا وقحين بما فيه الكفاية للاحتجاج ضد العشيرة التي تحكم البلاد".
واستطرد محمد بنشيكو قائلا: "هؤلاء المساكين، معدومي الأمل والإمكانات، أبناء جزائر غير عادلة، أدخلت أفواجا كاملة منهم في المعتقلات، أمام صدمتهم ودهشتم من كل هذا الكم من القسوة التي يعاملون بها فقط لدقائق معدودة عبروا خلالها عن غضبهم، وذهولهم من إنكار حقهم في الاحتجاج رغم أن الحق في التعبير مكفول في دستور البلاد".وتابع قائلا "وغالبا ما ينزل القضاة عقوبات ثقيلة في حق هؤلاء الغرض منها إعطاء العبرة للآخرين، فالسلطة السياسية تحرص على قتل أجنة الاحتجاج الشعبي في الرحم.
ومن جهة أخرى، هاجم الكاتب بشدة الحكامة ببلاده موضحا أن "تكريس اللباس الداخلي، البيجاما، كلباس رسمي مؤسساتي سجل الأسبوع الماضي من طرف زميل يقظ فاجأ رئيس الجمهورية، في خرق لقواعد الزي الجديدة للحكامة الجزائرية التي بدأنا نتعود عليها بالبذلة وربطة العنق".
وأضاف "في الجزائر عاصمة التراث، فإن المظاهر تخدغ وتؤسس للتراث، ومنذ مباشرة رئيسنا للعمل وهو يرتدي بيجاما، لم نعد نسمع بالحديث عن متابعات قضائية في حق الوزراء المرتكبين لمخالفات. ويصعب أن يتذكر أحد من بيننا وزيرا للطاقة مبحوث عنه من قبل العدالة الايطالية والانتربول لأن هذا المحظوظ جمع، خلال العشرة أعوام الأخيرة، ممتلكات بولاية ميريلاند وتحويلات بنكية. إنه التغيير في الأسلوب يلاحظ بنشيكو.
وقال إنه لهذا السبب يناضل سارقون صغار وكبار لأجل الحكامة باللباس الداخلي من أجل خمس سنوات أخرى، وهو الوقت الكافي للنسيان، وحاليا، ومع الطيب لوح على رأس قطاع العدالة صاحب الخطاب الخطيئة لأبوجا، فلن يخسر السارقون أي شيء. لكن أبريل القادم ولكأنه غدا، ويجب أن نكرر لذوي الذاكرة القصيرة والأسنان الطويلة أن الحكامة باللباس الداخلي أمامها أيام جميلة وأن حاميا بالبينوار أو بالبيجاما أفضل من خصم ببذلة وربطة عنق".
وبخيبة أمل، يقول الكاتب "إنه لمن البديهي أن انتخاب بوتفليقة لولاية رابعة سيكون شفافا وديمقراطيا بشكل كامل، وهو ما وعد به مؤخرا طيب (الطيب لوح وزير العدل) آخر في الحكومة، بلعيز (الطيب بلعيز) وزير الداخلية والجماعات المحلية، الذي رفض مؤخرا طلبا للأحزاب السياسية المعارضة يقضي بمنح مهمة تنظيم الانتخابات الرئاسية للجنة مستقلة".