من بين كل ردود الفعل التي أثارها مشروع القانون القاضي بتجريم التحرش واقتراح مواجهة مرتكبيه بعقوبة سجنية تصل الى اربع سنوات، سواء على مستوى المواقع الاجتماعية او في الشارع العام، من بينها كلها، صدمت برأي صادر عن -امرأة- اعلنت فيه عن تعاطفها المطلق مع الرجال، رافضة بشدة مشروع القانون هذا ، واصفة اياه بالمجحف و الظالم، فالرجل في نظر هذه -الاخت - هو الضحية في الموضوع لما يتعرض له من استفزاز من طرف النساء اللواتي يتعمدن ابراز مفاتنهن: صدور عارية،ارداف متمايلة، شعر منساب، .وفيما يشبه حكيا بورنوغرافيا، سردت لي كل تفاصيل معالم جسد جميل، يبدو انها اول من افتتن به، فوصف كالذي قامت به لا يمكن ان ياتي به الا عاشق ولهان..اعدت قراءة بيانها التضامني مرات و مرات..
خلصت بعدها لاستنتاجين أولهما: ان النساء يمتلكن فعلا قوة خارقة على اخضاع الرجال، إذ لا ينفع معها لا ورع شيخ ولا تقاوة شاب، فمهما صلى الرجل فصلاته لا تنهاه عن الفحشاء والمنكر، ومهما تعبد فعبادته لا تصمد امام عيون جميلة، و مهما صام، فصيامه غير قادر على تحمل مذاق لحم طري..وحتى يتمكن المسكين ، المغلوب على امره من الحفاظ على دينه، علينا ان نعمل جميعا (نساء طبعا) على توفير محيط لا يثيره و اي تحرش خارج ظروف الطهرانية فهو غير مسؤول عنه..
رجل كهذا لا يستطيع العيش في السويد مثلا!! رجل كهذا يجب منعه من ولوج الانترنيت، رجل كهذا لا يجب ان يوجد في بيته جهاز تلفاز و لا في بلده سياح و لا يمكن باي حال من الاحوال ان تنجب زوجته بناتا جميلات..رجل كهذا في النهاية لن يتعرض للحساب يوم الحساب لانه و بكل بساطة تعرض لكل اسباب الافتتان و كل معصية صادرة منه ستكون خارج ارادته و كل المسؤولية فيها تقع على المرأة.
قد يبدو هذا الاستنتاج منطقيا للوهلة الاولى الا انه سرعان ما يتم دحضه بمجرد التفكير في كل أولئك الذين اغتصبوا طفلات لا نهود لديهن و لا ارداف،استنتاج يضعف ايضا امام كل جرائم التحرش و الاستغلال الجنسي اللذان تتعرض لهما النساء في معامل تصبير السمك، نساء يلبسن ارث الثياب و اوسعها و وحدها رائحة العرق الشريف و السردين تنبعث من اجسادهن..
انحني لهن اجلالا و اعتذر منهن على هذا الوصف ،لكن ضرورة اثبات برائتهن من كبت بعض الرجال اقتضت ذلك..هكذا ينتهي استنتاجي الاول الى عدم صلاحيته، يبقى الثاني و هو في الحقيقة محاولة للعمل بتحليل السيدة المتضامنة مع المتحرشين، فلنعتبر اذا ان الانسان ضعيف و لا يستطيع التحكم في نفسه.
تخيلوا معي كيف سيكون عليه العالم امام التسليم بهكذا مبرر..اول ما ساقوم به انا شخصيا هو الهجوم على اول محل للمجوهرات فانا اموت فيها و لا املك مالا كافيا لاقتناءها و منظرها على واجهة المحلات يثيرني و يستفز فقري، ساسرق اول سيارة جميلة تقع عليها عيني و لا يمكن لاحد محاسبتي على ذلك، ساقتحم كل محلات الماركات العالمية و احصل على كل الثياب التي لطالما حلمت بها و تعذر علي شراءها ،ساتحرش كذلك بكل رجل وسيم يرتدي ثيابا انيقة و يضع عطرا ذكوريا قويا، ساحتل كل البيوت الجميلة التي تثير شهوة السكن بها، سادخل كل المطاعم الفاخرة و اطلب ما لذ و طاب من اطعمتها و ارفض دفع ثمنها، لانهم هم المسؤولون عن رغبتي القوية في تذوق اكل يعادل ثمنه راتبي الشهري..في عالم كهذا لن نحتاج لا لدساتير ممنوحة و لا شعبية ديموقراطية، في عالم كهذا ستنتهي كل الصراعات السياسية و تحل محلها صراعات تعتمد على القوة الجسدية يتم ربط فيها المسؤولية بالغريزة بدل المحاسبة..
وحده الاقوى سيبقى، وحدها الغريزة ستسيره و تحميه من العقاب في الدنيا و الاخرة.يبدو ان هذا الاستنتاج سيجد طريقه ايضا لمزبلة التحليل ليس فقط امام كل النصوص القانونية التي عمل الانسان على وضعها و تطويرها على مد التاريخ الانساني لكن ايضا امام الدين الذي استقت منه الرافضة لقانون التحرش تحليلها، فالله سياعقب كل متحرش و زاني و مغتصب و لا وجود لاي نص لا في القرآن و لا في الحديث يحمل فيه الدين المسؤولية للمرأة وحدها دون الرجل حتى الحدود لم تفرق بين الرجال و النساء.
استنتاج يفنده كذلك واقع يعرف تواجد رجال محترمين جدا لم و لن يتحرشوا بالنساء مهما بلغت درجة العري من اجسادهن، رجال اختاروا التعامل مع عقل المرأة و ليس مع جسدها.من هؤلاء اعتذر نيابة عن امرأة اعتبرتهم حيوانات غير قادرة على ضبط غرازئها، لهؤلاء اقول : التحرش جرم يجب المعاقبة عليه سواء صدر عن ابناء جلدتهم او عن الجنس اللطيف..