إدريس شكري.
لم يجد أحمد بن الصديق ما يفعله، عل وعسى أن يتم الانتباه إليه، بعدما ساوم وابتز، وتمادى وظلم، وقال لن أرضى بأقل من منصب عامل، من دون أن يلتفت إليه أحد ، أو يصغي لحماقاته، (لم يجد) سوى أن يخط مقالا، يزعم فيه أن "الخرجات السياسية الأخيرة للملك محمد السادس تترجم فشل نسق الحكامة" كما عنونت وكالة الأنباء الجزائرية قصاصة لها استنادا إلى مقال نشره على مدونته الشخصية.
طبعا لا نريد أن ندخل مع بن الصديق في منطق التحليل الذي يعتمده، لأن الذي يتحكم فيه هو أحقاد شخصية أكثر منه قراءة موضوعية، ولا داعي لتذكير بن الصديق بالحروب الدون كيشوتية التي خاضها، من دون أن يجني سوى الذل والمهانة.
يركز بن الصديق على الخطاب الملكي الأخير في افتتاح السنة التشريعة الحالية، عند تطرقه لموضوع القضية الوطنية، أي قضية الصحراء، فيضرب سي أحمد أخماسا في أسداس، مقدما بذلك لصحافة "البروباكاندا" الجزائرية بضاعة بائتة كمرق الأحياء الجامعية.
ولم يفهم بن الصديق أن الملك محمد السادس حين قال إن "قضية الصحراء ليست قضية الملك وحده"، فإنما ذلك من باب التذكير بأن المسؤولية يتحملها الجميع، ملكا وحكومة وبرلمانا وشعبا بكل أطيافه ومكوناته، وهو خطاب صريح لا يجامل أو يتصنع، بل يضع النقط على الحروف، ويستشعر المستقبل، وما يحمله من أخطار، بدأت تظهر بعض بوادرها من خلال رسالة الرئيس الجزائري عبدالعزيزبوتفليقة إلى أبوجا، والحملة الاستفزازية الشرسة التي تخوضها الدبلوماسية الجزائرية ضد المغرب.
ولم يفهم بن الصديق أن البرلمان الأوربي ليس بحاجة إلى من يؤول قراراته أو يشرحها مادامت لا تحتاج إلى مرشد كيْدي لكي يستخرج من بين سطورها ما لا تقول.
ربما ما يفهمه بن الصديق جيدا هو أنه يؤدي دورا وسط جوقة تخرف في غالب الأحيان، و يحركها الوسواس والأوهام.
أما خطاب الملك في 10 أكتوبر فقد كان خطاب مكاشفة ومصارحة، و وضع للأصبع على الحرج، لأن الأعداء كثيرون بعضهم في الخارج وبعضهم في الداخل.