لا يتورع الانفصاليون، الذين لا تبح أصواتهم عند حلول أي وفد أجنبي للأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية، بالمطالبة بحقوق الإنسان وتقرير المصير، من فضح أنفسهم بادعائهم النضال من أجل الانفصال، وفي نفس الوقت يسقطون الواحد بعد الآخر بين أحضان من يزعمون التعاطف معهم، فقط لإشباع نزواتهم وشذوذهم الجنسي مع "مناضلين" يعانون من أقصى حالات الكبت الجنسي، فتلتقي رغبة الطالب والمطلوب في علاقات حميمية ما ظهر منها ظهر ، أما ما خفي فهو أعظم. لأن هؤلاء الانفصاليين محرومون من كل شيء، فإن حرمانهم من الجنس أكبر وأفظع، مما يجعلهم يهربون من ساحة "النضال" إلى الأحضان الدافئة، حيث تلتقي الرغبة الجامحة الدفينة لدى الطالب والمطلوب للدخول في مواجهات جنسية ساخنة مع أحبائهم الإسبان. النموذج يقدمه أحد أدعياء "النضال ضد الاحتلال" في الصحراء، الذي قرر تحويل ميدان المواجهة من الأزقة والدروب إلى الأسرة والمسابح التي يحس فيها بعودة الروح بين أحضان أسرة إسبانية. إنه نموذج صغير لمرتزق أصغر يدعى "لفقير كزيزة" تقول مصادر انفصالية إنه تمكن من الالتحاق بإسبانيا قصد العلاج من جروح زعم أنه أصيب بها في ذراعه وكتفه خلال أحداث "أكديم إيزيك". وعوض أن يعود المرتزق الأصغر من حيث أتى، فضل المكوث بإسبانيا بعد أن حصل على اللجوء السياسي من خلال استجداء واستعطاف المنظمات الإسبانية المغرر بها في تبني أطروحة الانفصال. لكن هناك إسبان يستغلون مثل هذه الحالات الضعيفة، ويدعون الوقوف مع الانفصاليين، وبالتالي يحصلون على أموال من مكاتب "البوليساريو" في جزر الكناري وإسبانيا، من أجل تمكينهم من الاستمرار في دعم ما يسمى بـ"الثورة الصحراوية". يتجلى هذا الاستغلال في أسرة إسبانية، تتكون من زوج وزوجة وابنة، وجدت الفرصة مناسبة لاستغلال "مناضل أكديم إيزيك"، الذي سقط بين أيديهم، من أجل الانتشاء بلحظات ممتعة، وفتح الباب مشرعا أمام جلسات حميمية مثيرة تنسي الطالب والمطلوب مواقف "النضال" الصاخبة ومتاعبها.. فكانت الرغبة كبيرة في تبادل الارتزاق بين الأسرة الإسبانية "المتعاطفة" مع قضية "الشعب الصحراوي" ، وبين "المناضل الانفصالي الأصغر" الذي يريد نسيان الأيام السوداء بالصحراء بعد أن فتحت له إسبانيا أبوابها، وفتحت له الأسرة الإسبانية ذراعيها. فكان "النضال" على مستوى آخر، وعلى جبهة أخرى. يظهر من خلال الصور التي نقدم نماذج منها "المناضل لفقير كزيزة" في لقطات حميمية لا تخطئها العين : "المناضل الأصغر" مع أفراد الأسرة الصغيرة، تارة تجمعه بالزوجة، وتارة بالزوج والزوجة معا، ولا حرج. وفي لقطة أخرى، لها ما وراءها، رأسا لرأس مع الزوج العجوز في المسبح وهو يدلكه بقدمه على مناطق حساسة من جسم العجوز، وأخرى في حالة ارتخاء وعناق بمسبح الأسرة، وصورة مع الزوجة وهي تضمه إلى صدرها، وأخرى تعانقه وتقبله.. وما خفي كان أعظم. إنها الانتهازية والارتزاق حين يلتقيان في أحط وأقبح الصور، ويفضحان حقيقة التعاطف مع السراب، ويعريان في نفس الوقت حقيقة النضال الذي يدعيه المغرر بهم من الانفصاليين الصغار الذين يسيرون على نهج الانفصاليين الكبار.