و م ع
أكد مدير مرصد الدراسات الجيو-سياسية، شارل سان بروت، أن الرسالة التي وجهها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الاجتماع الذي انعقد بأبوجا بنجيريا تعتبر "نصا مستفزا وعدوانيا"، وتكشف بوضوح أن الجزائر هي المحرض الحقيقي الذي يقف وراء محاولة تغيير مهمة بعثة المينورسو.
وقال شارل سان بروت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تعليقا على قرار المغرب استدعاء سفيره بالجزائر للتشاور، عقب تواتر الأعمال الاستفزازية والعدائية للجزائر تجاه المغرب، إن المغرب اتخذ قرارا ملائما ومتوازنا يفرض نفسه أمام هذا السلوك التحريضي والعدائي الذي يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية للمملكة.
وأضاف أن الخطير في الأمر هو أن النظام الجزائري ظل حبيسا لنظرة ماضوية ما فتئت تضر بالبناء المغاربي الذي يعتبر ضروريا لشعوب المنطقة، وأن الجزائر هي التي تمسك بخيوط الأنشطة الدعائية للمنظمات غير الحكومية وغيرها التي تتحرك في هذا الاتجاه.
وقال إن الجزائر ليست فقط طرفا في نزاع الصحراء المغربية بل تعتبر الطرف الرئيسي الذي كان وراء خلق هذا النزاع المفتعل خلال الحرب الباردة.
وأوضح أنه إذا كانت الجزائر تخاطر بالظهور في الصفوف الأمامية فإن ذلك يعود إلى أسباب داخلية حيث تتقاذف النظام حرب مواقع ذات صلة بخلافة الرئيس بوتفليقة مما دفعه إلى البحث عن طريقة يلفت بها أنظار الشعب الجزائري، مضيفا أن وضعية انفصاليي "البوليساريو الذين تتحكم فيهم الجزائر، تفسر أيضا هذا الانزلاق.
وذكر شارل سان بروت بأن "البوليساريو" ذو الطبيعة المافيوزية تجمعه روابط مع إرهابيي الساحل وخاصة تنظيم (القاعدة) كما أكدت ذلك مؤخرا إحدى وكالات الاستخبار اليابانية، مضيفا أن "البوليساريو" يعاني من نزيف جراء تنامي معارضة اللاجئين الواقعين تحت سيطرته.
وخلص شارل سان بروت إلى القول إن الجزائر و"البوليساريو" تحاول من خلال تهريب النقاش حول الصحراء المغربية، التغاضي عن الوضعية المأساوية للاجئين والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تعتبر واقعا يوميا بمخيمات تندوف بالجزائر.
وقد قرر المغرب، أول أمس الأربعاء، استدعاء سفيره في الجزائر للتشاور، عقب تمادي الجزائر في الأعمال الاستفزازية والمعادية تجاه المملكة وخاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء.
يذكر أن ما يسمى بنزاع الصحراء "الغربية" هو نزاع مفروض على المغرب من قبل الجزائر التي تمول وتأوي على ترابها بتندوف حركة "البوليساريو" الانفصالية.
وتطالب حركة "البوليساريو" التي تدعمها السلطات الجزائرية بإقامة دولة وهمية في المغرب العربي، وهو الوضع الذي يعيق جميع جهود المجتمع الدولي من أجل اندماج اقتصادي وأمني إقليمي.