حين جاء السي بوبكر الجامعي للندوة الصحافية حول اعتقال أنوزلا، كان ممتطيا سيارة فخمة لصاحب ومالك "ريشبوند" كريم التازي. حين أخذ الكلمة، تكلم "على راسو كيف بغا" قبل أن يعرج إلى الكلام عن أبيه، لينصرف إلى حال سبيله، لكنه لم يعرج إلى منزل الوالد الذي لا يبعد سوى ببضعة أمتار على نادي المحامين حيث تم عقد الندوة المذكورة. في هذه الحالة تساءل البعض قائلا : من أولى بالزيارة والاصطحاب : أبوه الحقيقي أم "الآباء" الآخرين مثل التازي وفؤاد عبد المومني وخديجة الرياضي؟ هنا تنقلب المعايير وتختل الموازين. أما العجب الذي لم يثر إعجابا بل استهجانا، فكان حديثه عن أبيه خالد الجامعي الذي سبق أن وجه رسالة إلى ادريس البصري وهو يردد : "اللي بغا يكون يكون"، وماذا وقع"، طالبا من شباب اليوم الاقتداء بـ"نموذج الأب"، وعدم الاقتناع بـ"خرافة" النموذج المغربي، مما جعل البعض في القاعة يتساءل مع صديقه : وما دخل أبيه في الموضوع؟ ما السر وراء كل هذا "الفز" الذي أثار كل هذه الحمية والتشنج والانفعال والنرفزة لدى بوبكر دفعة واحدة في الوقت الذي سعى فيه قوم من قبيلة الصحافة لمعرفة آخر مستجدات قضية أنوزلا؟ يعرف الجميع، وخاصة قبيلة الصحافة، أن المعني بالأمر استأنس العيش الباذخ في الخارج حيث يتنقل كيفما شاء بين فنادقها الفخمة من دون أن يعرف أحد من أين تأتيه الأموال اللازمة لجولاته هذه وهو المتابع في قضيايا مالية. لقد قال إنه جاء لمتابعة تطور قضية صديقه أنوزلا، لكنه لا يأتي على متن دراجة، كانت هوائية أو نارية، بل لا يرضى أن تحمله سيارة من نوع "إر4" مثلا هو الذي اعتاد على الأغلى والأفضل من هذا النوع الرديء "المخرشش". إنه الصحافي بوبكر الذي... لا يشق له غبار في الكلام بتفاصيله المملة التي لا يمل منها وهو يرغد ويزبد، ويهدد ويتوعد. لك كل الحرية ياسي بوبكر، لكن رجاء لا تقمع الآخرين.