(CNN) -- قالت محللة سياسية متخصصة بالشؤون الدولية إن السعودية تبتعد عن الولايات المتحدة التي باتت بالنسبة لها "دولة جبانة،" مضيفة أن السعوديين يلعبون دورا قد يكون الأخطر في تاريخهم، مشبهة دورهم في سوريا بمن وضع قدمه على رأس أفعى مميتة، هي النظام، دون أن يتمكن من سحقها ودون أن تتدخل أمريكا لمساعدتهم.
وقالت المحللة والمراسلة المتخصصة في الشؤون الدولية بصحيفة وول ستريت جورنال، كارين إيليوت هاوس، ردا على سؤال حول حقيقة الموقف السعودي: "أظن أن السعوديين هم من قرر التخلي عنا، فبالنسبة للسعودية - باعتبارها مجتمعا قبليا - فالمظهر الضعيف قد يشجع الآخرين على ارتكاب أعمال عدائية.. السعوديون لا يرغبون في السير يدا بيد في منطقة الشرق الأوسط المضطربة مع أمريكا الجبانة.. هذه هي وجهة نظرهم."
وتابعت هاوس: "لقد سمحنا بسقوط (الرئيس المصري الأسبق، حسني) مبارك، وترددنا طوال أسابيع حيال الانقلاب الذي أطاح جماعة الإخوان المسلمين، وانتظرنا طويلا قبل قطع المساعدات العسكرية وقمنا بذلك في نهاية المطاف، وبالنسبة لسوريا فقد ألمحنا إلى نيتنا مساعدتهم، ولكننا لم نفعل ذلك، كما قال الرئيس (باراك أوباما) إنه سيقوم بتوجيه ضربة عسكرية للنظام ردا على هجومه الكيماوي، ولكنه لم يفعل ذلك، بل جرى الالتفاف على الموضوع ومعانقة الروس على أمل أنهم سيتخلصون من سلاح دمشق الكيماوي."
وأضافت هاوس، في مقابلة مع CNN: "لو أنني كنت دولة أعتمد على أمريكا لضمان أمني (في منطقة الشرق الأوسط) لكنت الآن أشعر بالذعر الشديد، ولذلك أظن أنهم قرروا بأنه من الأسلم لهم السير قدما بمفردهم."
وحول رفض السعودية لمقعد في مجلس الأمن قالت هاوس إن قرار الرياض يحمل احتجاجا ضمنيا على الولايات المتحدة، ولكنه يعكس أيضا رغبة السعودية بعدم الوجود في مجلس تضطر فيه للتعامل مع كافة الملفات، وقالت: "قد يكون المقعد أمرا مزعجا للسعودية لأنه لا يمكن تجاوز المشكلات بل يجب التصويت عليها سواء بالتأييد أو الرفض أو الامتناع."
وأضافت: "القرار يحمل في طياته جزئيا رسالة اعتراض على الأداء الأمريكي، وكذلك على أداء الأمم المتحدة في أماكن مثل سوريا، ولكن هناك أيضا جانب يقلل البعض من أهميته، ويتعلق بواقع أن المقعد لا يحمل قيمة كبيرة للسياسة السعودية."
وردا على سؤال حول قرار السعودية التحول إلى لاعب فاعل في سوريا ودعم مختلف التنظيمات المسلحة الجهادية بعد سنوات من اعتماد السياسة الهادئة قالت هاوس: "هم يخشون إيران كثيرا، وقد اعتبروا أن الأحداث في سوريا توفر فرصة للرد، وقد اعتقدوا أن الأمريكيين سيساعدونهم في دعم الثوار."
وأردفت هاوس قائلة: "لقد وضعوا قدمهم على رأس أفعى مميتة، هي (الرئيس السوري بشار) الأسد، ولكنهم لم يتمكنوا من سحق الرأس، ونحن لم نساعدهم على رفع قدمهم، وبالتالي باتوا في وضع العالق بفخ صعب، وأظن أن السعوديين لم يكونوا بهذه الخطورة منذ قيام المملكة الحديثة عام 1932."
ولكن هاوس قالت إن صورة الولايات المتحدة في الخارج يمكن أن يعاد ترميمها ويمكن لها أيضا استرداد دورها، مذكرة بأن فترة رئاسة الرئيس الأسبق، جيمي كارتر، شهدت تراجعا واضحا في الدور الأمريكي، ولكن واشنطن تمكنت من النهوض بعد ذلك.