قال روبرت هولي، المستشار السابق للمركز المغربي الأمريكي للسياسة، أن "الوقت قد حان مرة أخرى، لتسليط الضوء، على حقيقة جبهة البوليساريو، كأحد الأطراف، التي تعرقل التوصل إلى اتفاق، وحل لقضية الصحراء المغربية".
وأضاف الدبلوماسي الأمريكي، في مقال بعنوان " حقيقة جبهة البوليساريو"، "أن الجبهة تحب أن تقدم نفسها "كممثل وحيد وشرعي" للشعب الصحراوي، وكذراع سياسي خاص للدولة الوهمية المسماة ب" الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "الجبهة فشلت فشلا ذريعا، في طرحها ".
وأبرز الدبلوماسي الأمريكي أن " الجبهة لا تعد الممثل الوحيد، والشرعي للشعب الصحراوي، كما أنها أبعد من أن تمثل مصالحهم".
وللاستدلال على أطروحته، أكد روبرت هولي أن الأغلبية العظمى من الأشخاص المنتمين لمختلف القبائل الصحراوية، الذين ينعتون ب "الصحراويين" ليسوا معزولين، ومقيمين بمخيمات اللاجئين بالجزائر تحت مراقبة الجزائر، والبوليساريو، بل على العكس فمئات الآلاف من الصحراويين يعيشون تماما حياة طبيعية، حيث يعملون، ويرسلون أطفالهم للمدارس، ويصوتون في انتخابات حرة بالمغرب، لمنتخبيهم المحليين، ولممثليهم في البرلمان المغربي، كما أن أولئك الصحراويين الذين لايقيمون بالمغرب، أو رهائن بمخيمات البوليساريو، يستقرون بموريتانيا، وينتشرون باسبانيا، أو بمناطق أخرى بأوربا، ومن غير المعقول أن تمثلهم جبهة البوليساريو، أو يعتبرون أنفسهم مواطني دولة البوليساريو الوهمية".
وأوضح روبرت هولي أن "جبهة البوليساريو تعمل كطرف دكتاتوري تحت نظام محمد عبد العزيز، الذي تم انتخابه زعيما لها في سنة 1976، وبقي هناك يحكم لأكثر من 37 سنة، حيث تم حظر تشكيل جمعيات المجتمع المدني، والأحزاب السياسية، كما أن السكان محرومين من أهم حقوق الإنسان"، مشيرا إلى أن "هذا الوضع قد دفع بآلالاف الصحراويين إلى الهروب من المخيمات خلال العقود الماضية، وتخلوا عن البوليساريو، لأنهم توصلوا إلى حقيقة مفادها أن الجبهة لاتمثل مصالحهم، وبسبب الظروف القاسية بالمخيمات، أو لأنهم تيقنوا أن جبهة البوليساريو، تحت النظام الجزائري، لن تسهم في التوصل إلى حل للنزاع حول الصحراء".
وخلص روبرت هولي إلى أنه" من غير الواضح من الذي تمثله الجبهة، بغض النظر عن طموحات القيادة الجزائرية، التي تدعمها، لكن ما هو جلي هو أن حقيقة الجبهة ليست كما تدعي.