في أغرب خطوة عرفها تاريخ الدفاع داخل المحاكم قال محامو علي أنوزلا، مدير موقع "لكم" المعتقل على ذمة التحقيق طبقا لقانون مكافحة الإرهاب "نحن هيئة الدفاع الموقعين على هذا البلاغ، نعلن أنه بسبب التطورات الأخيرة التي أثيرت إعلاميا في قضية علي أنوزلا، وفي إطار المحافظة على الانسجام في الدفاع، وتجنبا لكل التأويلات المغرضة، ارتأينا بعد التحاق أحد المحامين بالقضية خارج قواعد المحاماة وتقاليدها وأعرافها، الانسحاب من القضية وسحب نيابتنا من الملف، علما بأننا سنظل من المناصرين لقضايا حرية الرأي والتعبير والصحافة، ومن المطالبين بحرية السيد علي أنوزلا وبعدم متابعته". ويتكون الدفاع المذكور من النقيب عبد الرحمـن بن عمرو والنقيب عبد الرحيم الجامعي والأستاذ خالد السفياني والأستاذة نعيمة الكلاف. والثلاثي المذكور قبل أن يصبح رباعيا اليوم معروف بمحاميي القضايا الفاشلة، فأي قضية يتولى الدفاع عنها الفرسان الثلاثة، والذين يجمعهم وجه شبه مع أبطال رواية ألكسندر داماس بالعنوان نفسه، يخسرها صاحبها لأنهم يتركون الملف القانوني جانبا، وبدل البحث عن المخارج القانونية للقضية يشرعون في توريط موكلهم لمزيد من إحراج الدولة حسب اعتقادهم. إن ما أقدم عليه المحامون الأربعة هو مجرد خروج بماء الوجه لأن علي أنوزلا هو من عين المحامي المذكور في بيان دفاع القضايا الفاشلة أو "المغرقون"، ولم يشرحوا كيف دخل هذا المحامي، الذي ارتآه المتهم نفسه، هذه القضية خارج قواعد المحاماة وأعرافها وهم الذين نصبوا أنفسهم دون أن ينصبهم أحد. فأنوزلا استيقظ بعد نشوة الضجة الإعلامية على حقائق مرعبة مفادها أن جهات عديدة تستغل ملفه لقضاء مآرب أخرى غير الدفاع عنه بل إنها تستفيد من بقائه في السجن فلم يعد الدفاع عنه سوى "تغريقا" كما يقول المغاربة. إن مهمة الدفاع هي البحث عن المخارج القانونية والبحث عن ضمان محاكمة عادلة وتوفر شروطها، أما الدعاية السياسية للملف فيتولاها المناضلون في الأحزاب والجمعيات الحقوقية والزملاء، غير أن هيئة الدفاع لم تطرح أي عنصر قانوني في القضية بل دخلت في سجال مع القضاء حتى قبل أن يبدأ التحقيق مع المتهم مما يجعلها في حالة التأثير في مجرى المحاكمة العادلة، فالمحاكمة العادلة لا تعني فقط أن يتمتع المتهم بكافة شروطها ولكن ألا يتعرض القضاء للضغوط أيضا. فتصوروا القاضي الذي يحقق مع أنوزلا كيف سيكون حاله وهو يوميا يتعرض للتجريح من طرف من هم مفروض فيهم أن يضمنوا استقلال القضاء عن أي سلطة بما فيها السلطة الرابعة وسلطة الشارع؟ ولم ينج علي أنوزلا منذ اعتقاله من استغلال قضيته سلبا، سواء من طرف هيئة الدفاع التي لا تتولى سوى القضايا التي تغطيها وسائل الإعلام، أو من طرف من كان يعتقد أنهم مدافعون مكافحون من أجله وعلى رأسهم رئيس الجوقة بوبكر الجامعي الذي يجوب المدن الأوروبية ذهابا وغيابا مستمتعا بالفنادق الفاخرة على حساب الجهات التي توظفه وتستغل قضية أنوزلا.