كتبت صحيفة (دايلي بيست) الأمريكية، الواسعة الانتشار، في ربورتاج من الأراضي الجزائرية، أن مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، أصبحت مجالا خصبا لمجندي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، الذين يستغلون حالة اليأس والإحباط التي يعاني منها شباب المنطقة، بسبب القطيعة الإيديولوجية مع قادة (البوليساريو).
وفي معرض وصفها "للبؤس" اليومي السائد بمخيمات تندوف، أكدت فيفيان سلامة، التي أعدت هذا الربورتاج، أن "جيلا جديدا بأكمله أصبح محبطا بسبب استمرار نزاع الصحراء"، مشيرة إلى أن "القطيعة هي السائدة تماما بين هؤلاء الشباب، الذين يشكلون الغالبية العظمى لسكان تندوف، وزعماء الانفصاليين".
ولاحظت الصحيفة الأمريكية أن "هذه الوضعية تزيد من حجم القلق والانشغال من أن يصبح هؤلاء الشباب فريسة محتملة لتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى، التي تراهن على خيبة أمل هؤلاء الشباب، الذين يواجهون مستقبلا يهيمن عليه الشك عدم اليقين".
وحذرت (دايلي بيست) من أن هذا الوضع أصبح مقلقا أكثر فأكثر للمجموعة الدولية، لاسيما وأن أعضاء القاعدة "يتحركون بكل حرية بين الحدود المالية والجزائرية"، خصوصا بعد التدخل العسكري الفرنسي في مالي خلال يناير الماضي.
وأشارت في هذا الصدد إلى العملية الدامية لاحتجاز الرهائن التي نفذها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي خلال الشهر نفسه بمركب النفطي عين إمناس، بالجزائر.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد أشار في تقرير وجهه خلال أبريل الماضي إلى الأعضاء ال15 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلى "التهديدات الجدية المرتبطة بتفاقم الوضع بمالي وبالبلدان المجاورة، والتي ستساهم، بالتالي، في انتشار التطرف بمخيمات تندوف"، مضيفا أن "قادة البوليساريو أنفسهم لا يستبعدون بدورهم اختراقا من قبل الإرهابيين".
وأشارت الصحيفة، نقلا عن مصادر بالمنطقة، إلى وجود "دلائل ملموسة" على تواجد ما لا يقل عن مئة مقاتل عضو ب(البوليساريو) في صفوف الجماعة الإرهابية "الحركة من أجل الوحدة والجهاد بغرب إفريقيا".