كمال الجبلي.
في هذا البلد الأمين، هناك من يحول الجرم في باب الإرهاب من انتهاك لحقوق المجتمع والشعب والبلاد، إلى انتهاك لحرية التعبير، ويخاطب خالد الجامعي صديقه علي أنوزلا كلاما لن يحجب شمس الحقيقة الشاخصة في كبد السماء بالغربال، إن علي اقترف جرائم تدخل في باب قانون الإرهاب وليس قانون الصحافة.
وسبحان، الذي جعل أزيد من 30 مليون مواطن و مواطنة، مجرد زبد وسدى، أمام صديقه علي، الذي استباح له أن يعرض شريطا محرضا على الإرهاب، واستباح له أن يروع المغاربة، باسم حرية التعبير، ويهدي الشاعر خالد الجامعي الذي لا يستكين له في المرجعيات قرار ، فمرة هو في اليسار، ومرة في الوسط، ومرة في الإسلام، ومرة أخرى شيوعي، وحين يريد تكوير العالم على مزاجه فهو خطيب من "النهج والإحسان".
وسبحان، الذي أباح أرواح الملايين من شعب يحب الحياة للأحزمة الناسفة لتنظيم إرهابي، وعرض له شريطا كلّه تحريضا على الدم والعنف والكراهية، وعلى طريقة الصحفي العالم للخط الأحمر بين حقوقه في الرأي والتعبير وحدودها مع ثقافة الكهوف والإرهاب والظلام والموت الذي تمتح القاعدة منه أصولها، في تشريد الأيتام، وترميل المحصنات و في قتل الأبرياء بدون استثناء (..)
وسبحان، الذي جعل خالد الجامعي، يحفر جبينه بالفحم، ويقوم ليصلي بالناس، ويعلم علي ومعه العامة، انه كان ضحية واعتقاله كان واردا لأنه كتب مقالات نارية تهز أركان الدولة، ولولا تكميم فمه لكان المغرب قد صحا ومعه الشعب، وقد حرره علي وعلق على مؤسساته أعلام "الجمهورية"..أو ليس علي هذا الذي يريدون وضعه في مصاف الأساطير وجهابذة النضال في العالم، لم يكتب يوما مقالا إلا ورائحة النفط فواحة منه، أما الشاعر الجديد خالد الجامعي كما اكتشفه القراء في هذه المناسبة، فنسأله هل تعني لك 16 ماي وضحاياها شيء؟ وهل يعني لك ضحايا مقهى أركانة بمراكش شيء؟ ماذا يعني لك ضحايا 11 شتنبر بالولايات المتحدة ومترو الأنفاق بمدريد؟ وغير ذلك من الذي لا ينسى ولا يغتفر من دماء الأبرياء وأرواحهم الطاهرة وهي اليوم عند خالقها، وأنت يا سبحانه تحولت إلى شاعر يقرض الكلام من الأشلاء فقط.