كمال الجبلي
يجمع المتتبعون لقضايا الإرهاب والجماعات المسلحة، بأن النزوع الجهادي تربى في موريتانيا منذ سبعينيات القرن الماضي، وبزغ مع صناعة النزاع المفتعل حول الصحراء من طرف" الجزائر الاشتراكية" في إطار الحرب الباردة، حيث كان لعصابة "البوليساريو" يد طويلة في نشوءه.
أما اليوم فأصبحت تتداخل الحركات "الجهادية" الموريتانية مع نظيرتها في مالي والساحل الصحراوي إلى جانب تحول تندوف و "البوليساريو" إلى سوق للسلاح الليبي المهرب، وكذا المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين بمخيمات الحمادة، وهو ما يوفر مقومات الصمود للجماعات الإرهابية في المثلث الخطير: صحراء الساحل، تندوف، نواكشوط.
إن هذا التحول من التعاطي "العاطفي" و "القبلي" بين الحركات الإرهابية و البوليساريو والخلايا الأولى للتطرف في موريتانيا بدأ يشتد عوده ويتقوى يوما بعد يوم، مما يجعل المتتبع للإرهاب وخاصة في الحراك السري ل "البوليساريو" وموريتانيا وجماعاتها الخارجة عن القانون، يطرح أمامنا هذا المد الزاحف بعنفه وجرائمه على موريتانيا والمنطقة ككل... والخطير هو تفكيك الأمن المغربي لخلية انفصالية لعسكري متقاعد كانت تعتزم القيام بأعمال إرهابية في المغرب، لكن، عمقها الاستراتيجي في الدعم اللوجيستيكي والذخيرة والمال هو "البوليساريو" والطريق المستخدمة قد تكون عبر "اكريكرات" او غيرها.
لكن اليوم وفي أكثر من جهة تتحدث وسائل الإعلام والخبراء على ضرورة أن تتحمل السلطات الموريتانية مسؤولية حماية حدود بلادها.. لأن "الروافد لا تزال ... عشرات الشباب الموريتاني المختفي منذ زمن ... لا يعرف أهله عنه شيئاً ... وآلية دعائية ضخمة جهر – سرية تعمل بنشاط للتجنيد... وغياب صارخ لبرنامج وطني للمواجهة أو للوقاية... ومقابل البذخ والفساد وغياب العدل والعدالة....توجد مئات الأحياء الفقيرة التي يعشش فيها الجهل والبطالة والفقر والمرض وبقية الكفـر".
وما لم تتدارك السلطات الموريتانية هذا الوضع فإن أفقا رصاصيا ودمويا للقاعدة يلوح في الأفق بموريتانيا علما أن العملية الإرهابية الأولى من توقيع "القاعدة" بموريتانيا كانت ضد السفارة الفرنسية في 8-8-2009 ، ورغم أن منفذها كان مجرد هاوٍ كما أظهرت طريقة قيامه بالعملية.... فتكبيره قبل التفجير تسبب في فشله في قتل المستهدفين، الذين أصيبوا بجروح فقط ... عدا ذاك عن اختيار مكان التفجير وزمانه... ، وأيضا ظهور أيادي "البوليساريو " في العملية من خلال الدعم اللوجيستيكي والفني في صناعة الأحزمة الناسفة المستعملة في العمليات الإرهابية.