شيء ما ليس على ما يرام في هذا الوطن. السياسيون يتسلّون بنا. والسياسة، بهم، وبفضلهم، من الحضيض إلى ما هو أسوأ، وأرخص، وأدنى، من الحضيض.
صرنا نشم رائحة العفونة. هنا وهناك. مؤسف. بل مقرف ما يحدث.
كلما تنسّمنا الأمل يأتونا من هناك بما يُبكي. وقريبا، لا قدر الله، قد ننطق كلمة سياسة فنزيد عليها: حاشاك.
في زمن الدستور الجديد، وتنزيله، أو تنويمه، أو إسقاطه، أو تأويله، يُصر من يُفترض فيهم أن يصونوه أن ينزلوا بنا إلى القاع.
ها هو حميد شباط، باعتراف منه، أو بإنكار، يخرج الحمير إلى الاحتجاج على بنكيران. ونعم الاجتهاد. الله أكبر. الله أكبر. الله أكبر.
بعض المجتهدين ألبسوا حميرهم المناضلة ربطات عنق، وعلقوا عليها عبارة “فهمتيني ولالا؟”.نَعم. فهِم الرجل. وفهمنا: السياسة في الحضيض. شكرا على التذكير.
تحمير السياسة. تحمير الاحتجاج. إنها تسلية في نهاية المطاف. شباط يطنز على بنكيران ويتسلى به. وبنكيران يرد الطنز طنزين ويتسلى هنا وهناك. أنتم الطانزون ونحن اللاحقون… أفلا تعقلون؟
قبل وبعد شباط، ها هو عبد الله القادري، الآتي إلى السياسة من مخازن العتاد العسكري، والآتي إلى الحاضر من متحف السياسة، أو مزبلته، (ها هو) يطلق سلوقيته، ويكذب على الأحياء والأموات.
قبل الأحياء والأموات هو يكذب على نفسه. ومن شدة الكذب صدق نفسه. وكذِب التاريخ.
إنه لا يفعل أكثر من “الاحتمار” في حقنا. شكرا. الذنب ذنب من رخصوا السياسة في هذا البلد إلى أن جعلوها بنت شارع، يأتيها الباطل من حيث لا تدري. ولا تستطيع قول لا.
الرجل أفرغته اللغة المكتوبة بها مذكراته (تنشر يوميا على جريدة المساء) من محتواه… الفارغ
لا أتصور القادري يتحدث بلغة شعرية.. مذ، طفق… وزد على ذلك مما ورد في اللغة من كلام مصفى.
كلام القادري لا يجب أن يكتب. يسمع فقط. إنه كلام “الحلقات”، بتسكين اللام.
القادري، سامحه الله، وسامح من صمت من رموز البلاد حتى ترك أمثاله يروون ويروون، سفه التاريخ بما فيه وما فيه.
بوعبيد شكام. الراضي شكام. فلان بياع. علان سمسار. وحده القادري ملاك.
لا شأن لي بأن يسب بوعبيد، ولا غيره، أو يفتري عليه. الخطير هو أن ينسف كل ثقة لنا في تاريخ هو عزاؤنا أمام هذا الحاضر السياسي البئيس..
إن استمر الوضع على هذا الحال… الحمير لن تكتفي بالاحتجاج مع شباط… بل ستصرخ في وجهه… باراكا آالساط.