من المسؤول عن متابعة أنوزلا وإيداعه احتياطيا سجن الزاكي؟ قد يكون أنوزلا أخطأ في نشره لتسجيل القاعدة الذي يدعو إلى تنفيذ عمليات إرهابية في المغرب، لكن الدينامو صاحب توريط أنوزلا في استراتيجية المواجهة ولو بأسلحة غير أخلاقية للمغرب، لا زال حرا طليقا يتمتع بالدنيا في بلاد الغرب. لا زال "يناضل" بالسكوبي في الخارج، لا زال متمتعا بالدنيا في الخارج. وحتى لا ينساه المغاربة وينسوا أفضاله فهو ينشر بين الفينة والأخرى أخبار السكوبي في "لكم"، وآخر السّْلُوكِياتْ الإعلامية هي خبر تتبع وزارة الخارجية الأمريكية عن كتب لقضية أنوزلا، التي نسبها بوبكر لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية، ولو كان الأمر صحيحا ويمثل موقفا رسميا للولايات المتحدة الأمريكية، لكان مُعْلِنُ الموقف معلوما لأن الأمر لا يتعلق بخبر يريد صاحبه ألا يكشف عن هويته، بل هو موقف لوزارة الخارجية الأمريكية، والمواقف تكون دائما معلومة المصادر وليس مجهولة المصادر.
المضحك في الخبر الذي يسعى بوبكر من خلاله إلى التحكم في ضحيته هو أن الخارجية الأمريكية تنصح سلطات الرباط بالتعامل مع قضية أنوزلا بطريقة شفافة ومنصفة، بطبيعة الحال حسب القانون المغربي.
لهذا فابتداء من اليوم فإن كل من دخل دار "بوب في المغرب" أو إسبانيا أو "لاليمان"، فقد أصبح في "حماية ماريكان"، وعلى كل الضحايا الحاليين والمستقبليين لـ"بوب" من الصحفيين أن يأخذوا في الحسبان أنهم يتمتعون من الآن بدعم الخارجية الأمريكية، لأن بوبكر يملك المفاتيح السحرية من أجل استصدار موقف منسوب إلى مصدر مجهول قد يكون شاوش أو عامل نظافة أو نادل أو حتى سائق في وزارة الخارجية الأمريكية. ومن المنتظر وهذا لصغار العقول من كتبة "عين عودة" أن يصدر بيان آخر شديد اللهجة عن وزارة الخارجية الأمريكية، وأن يطلب الرئيس الأمريكي بعد الاجتماع مع أقرب مساعديه ومراجعة البانتاغون، أن يأمر البارجات الحربية المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط بالتحرك إلى سواحل الرباط في النقطة المواجهة لسجن الزاكي، وأن تكون في وضعية استعداد لتوجيه ضربة إلى المواقع الحساسة في العاصمة.
ولا يستبعد حسب نفس المصادر، وهذا دائما لصغار العقول من كتبة "عين عودة"، أن يجتمع مجلس الأمن في الساعات القليلة المقبلة، وأن يتخذ قرارا استثنائيا ضد الرباط تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
"بوب" وصاحبه الأمريكي يعرفون أنهم يعيشون حياتهم العادية، وأن تابعيهم من صغار العقول يمكن أن يتناقصوا ولا بد لهم من شحنة معنوية ولو بالكذب، حتى يضمنوا استمرار انخراطهم في استراتيجية التيه ويستمر مسلسل الاستغفال، أما الواقع الذي لا يرتفع والحقيقة التي لن يغيرها زعيت العطارة وباعة الوهم الكاموني هو أن أنوزلا أصبح نزيلا يعد الأيام في سجن الزاكي، وقد تدفعه أنفته إلى تحمل كل شيء.
الكاموني الأول، وذراعه الإعلامي يعرفون أن المغرب دولة ذات سيادة وأن آخر همّ الولايات المتحدة الأمريكية في علاقتها بالمغرب هو أنوزلا لأنه لا يملك بترول ولا غاز، حتى يرق قلب الولايات المتحدة الأمريكية لحاله ولحال أقرانه، وأن الوهم الذي يسوقه محرك أنوزلا ليس دفاعا عن أنوزلا، فأنوزلا يعيش ما شاء الله وقدر، لكن لضمان استمرار مسلسل الاستغفال، ومن أجله سوف يحرك شوية "فعاليات" حتى يبعد عنه شبهة توريط أنوزلا في المحظور، ويقدمه قربانا لـ"إله الكامون، حتى تبقى ريحتهعاطية"، وإن من طقوس تقديم القرابين للآلهة، أن ترتفع أصوات الغياطة، حتى ينتشي الناس بطقس الذبح، عوض أن يسائلوا النفس عن ماهية تقديم القرابين ومدى ضرورتها حتى ينعم "إله الكامون" بطقوسه ويستمر في استغفال قرابينه التي لا تأتي للأسف إلا من الوسط الإعلامي. فالغرب هو الغرب لا يتحرك إلا حيث مصالحه مهددة وآخر همه هو أن يعود أنوزلا إلى "أول الكلام"، وربما يملك الغرب أدلة تدين أنوزلا أكثر مما نتصور، فاللعبة من أولها إلى آخرها كانت في "النت" وتتعلق بالقاعدة، والقاعدة تهدد الغرب قبل أن تهدد المغرب وضمان محاكمة شفافة ومنصفة لأنوزلا أشارت إليه النيابة العامة المغربية في بيانها، والمغرب ليس في حاجة إلى من يقول أن أنوزلا لا يجب أن يحاكم في إطار القوانين المغربية، لأنه متابع بموجب قانون مغربي وليس قانون أنغولا، لكن "بوب لاليمان" حقق كل ما يبتغي،لقد رَسَّمَ على الجميع في إطار مسلسل "دار الورثة" أنه صاحب "لكم" العجمية، لقد حرر لنفسه خمسين في المائة من "لكم"، وأنوزلا أصبح اليوم مالكا فقط لحرف اللام أما حرف الكاف فيملكه مناصفة مع بوبكر الجامعي الذي يملك بالمطلق اليوم حرف الميم الذي يكتب مشددا في كلمة الكمّون... التي تشكل إحدى مفاتيح فهم مسلسل أنوزلا، الضحية الذي يريد اليوم بوبكر أن ينومه في العسل الأمريكي، ويوهمه أن "ماما أمريكا" لا تنام من أجله، وأن أوباما مشغول جدا بقضيته وأن السلطات المغربية سوف تحسب ألف حساب قبل أن يبث القضاء في قضيته.
فمن يكون القادم في استراتيجية النوم في العسل الأمريكي؟ الله يحد الباس.
بقلم حمو واليزيد الأكوري.