إدريس شكري.
من غير شك إن حزنا عميقا يسود "جمهورية" تيندوف و زبانية عبدالعزيز المراكشي، بعد إحالة ابنهم البار، علي أنوزلا، على النيابة العامة، بتهمة الترويج لشريط إرهابي من توقيع القاعدة .
لقد كان أنوزلا بمثابة الخديم الأرضى في الدفاع المستميت عن الأطروحات الانفصالية عبر موقعه أو بالأحرى موقعهم "لكم" ،الذي جعلوا منه بوابة الكترونية تنفت سمومها المعادية للوحدة الترابية للمملكة، بل و تجاوزا ذلك الى التهجم على امن و استقرار و أمن المغرب .وخصص الموقع ركنا يستطلع فيه بلغة خبيثة آراء المتصفحين بمنهجية إيحائية بعيدة كل البعد عن قواعد الاستمزاج واستطلاعات الرأي من خلال أسئلة مخدومة
و يعلم الله كم كان قلب الدولة كبيرا و متسامحا إزاء تلك الشطحات علما منها أن تماسك الشعب وإيمانه العميق بوحدته الترابية و نظامه الملكي ، يشكل سدا منيعا أمام ترهات من ذلك القبيل.
لكن ما لا يقبله أبناء هذا الوطن في مختلف مكوناته و لا يمكنهم السكوت والتغاضي عنه هو الدعوة الصريحة الى تشجيع الإرهاب والحث على الكراهية والقتل ، و استخدام موقع الكتروني لتمرير خطابات الجهاديين المتطرفين و الدعاية المكشوفة لرابط لموقع تنظيم إرهابي يتضمن شريط دعاية صريحة للقتل والإرهاب .
هذا في الوقت الذي ما انفكت فيه الدولة ممثلة في مختلف أجهزتها الأمنية تقوم بمجهودات مكثفة
و حرب استباقية أفضت إلى الكشف عن خلايا نائمة كانت تتحين الفرصة لتنفيذ عمليات إرهابية تهدد أمن وسلامة الوطن و المواطنين .
ولذلك لم يكن غريبا أن تنتفض الهيئات السياسية والمجتمع المدني و الجمعيات الصحفية ضد هذه الهجمة الجديدة و الدعوة الصريحة لتشجيع الإرهاب .في حين اختارت بعض الأقلام الهروب إلى الأمام، و اعتبرت متابعة علي أنوزلا (محاولة للتضييق على حرية التعبير والكتابة و تجييشا للرأي العام وتقديم أنوزلا على انه إرهابي يخدم مصالح أجنبية ) . و استكثرت تلك المنابر على أستاذ جامعي ومحلل سياسي مسارعته في التنديد بما اقترفه صاحب "لكم" و اتهامه المخابرات الجزائرية بالوقوف وراء شريط قاعدة المغرب الإسلامي.
وفيما أحلت لنفسها تجييش جوقة من الصحفيين. و مناضلي آخر ساعة للبحث عن ذرائع واهية لتبرير خطيئة انوزلا والسعي الى الركوب على حرية الرأي والتعبير.